كلمة جلالة الملك بالعشر الأواخر.. خطاب المحبة

| عادل عيسى المرزوق

تتجلى‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬حقيقتها‭ ‬الثابتة‭ ‬لدينا‭ ‬نحن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬حين‭ ‬نلتقي‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬أو‭ ‬زياراته‭ ‬منذ‭ ‬إطلالة‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الزاهر،‭ ‬وكذلك‭ ‬حين‭ ‬نستمع‭ ‬لخطاباته‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات،‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ركائز‭ ‬البيت‭ ‬البحريني‭ ‬وأسرته‭ ‬المترابطة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬حين‭ ‬يفيض‭ ‬علينا‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بجميل‭ ‬أحاديثه‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬واعتزازه‭ ‬بأهل‭ ‬البحرين،‭ ‬فتنتظم‭ ‬حلقات‭ ‬عقد‭ ‬جميل‭ ‬يتلألأ‭ ‬بلؤلؤ‭ ‬البحرين‭ ‬جمالًا‭ ‬وأصالة‭.‬

هو‭ ‬“خطاب‭ ‬المحبة”‭ ‬المتصل‭ ‬جيلًا‭ ‬بجيل،‭ ‬ومرحلة‭ ‬بمرحلة،‭ ‬منذ‭ ‬القدم،‭ ‬وهي‭ ‬بمثابة‭ ‬الدرس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬ولا‭ ‬يبلى‭ ‬ويبقى‭ ‬ناصعًا‭ ‬مشرقًا‭ ‬في‭ ‬معانيه،‭ ‬وهذه‭ ‬الدروس‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬وأننا‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬وتوجيهات‭ ‬ومشاعر‭ ‬المغفور‭ ‬لهما‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وفقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراهما‭ ‬وجعل‭ ‬الجنة‭ ‬مثواهما،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬المعبرة‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬من‭ ‬مجالس‭ ‬“سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رحمه‭ ‬الله”،‭ ‬الذي‭ ‬افتقدناه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬والذي‭ ‬كنا‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬نسعد‭ ‬بزياراته‭ ‬للمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬ليعيد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مسامعنا‭ ‬وقلوبنا‭ ‬أجمل‭ ‬معاني‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬والقيادة‭ ‬وأهل‭ ‬الوطن‭ ‬والسعي‭ ‬لرفعة‭ ‬شأنه‭ ‬ومكانته،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬والتلاقي‭ ‬وهذا‭ ‬جوهر‭ ‬معاني‭ ‬كلمة‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر،‭ ‬والتي‭ ‬تشرفنا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬جلالته‭ ‬مع‭ ‬المحافظين‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬المحافظات‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭.‬

إن‭ ‬الوصف‭ ‬الذي‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬باعتبار‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬“فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬للعطاء‭ ‬والبذل‭ ‬والاجتهاد”،‭ ‬تنثر‭ ‬معانيها‭ ‬الطيبة‭ ‬المعطرة‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬صيانة‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬وتراثنا‭ ‬كسمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المعروف‭ ‬بشيم‭ ‬المودة‭ ‬الصادقة،‭ ‬وبنهجهه‭ ‬المتوارث‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة‭ ‬لديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬الساعية‭ ‬لخير‭ ‬البشرية،‭ ‬ولهذا‭ ‬حينما‭ ‬نتأمل‭ ‬للحظات‭ ‬خطاب‭ ‬جلالته،‭ ‬نشعر‭ ‬جميعًا‭ ‬بأننا‭ ‬كشعب‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬عالي‭ ‬المكانة،‭ ‬ومهما‭ ‬صعبت‭ ‬الظروف،‭ ‬نبقى‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الوصال،‭ ‬لأن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نسيجنا‭ ‬الوطني‭ ‬ووحدتنا‭ ‬واجتماع‭ ‬كلمتنا‭ ‬مع‭ ‬كلمة‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬هو‭ ‬الحصن‭ ‬الأقوى‭ ‬الذي‭ ‬يزيدنا‭ ‬منعة‭ ‬وقوة‭ ‬ويشد‭ ‬من‭ ‬بنيان‭ ‬وصرح‭ ‬الوطن،‭ ‬فهذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬العمل‭ ‬المخلص‭ ‬وأساس‭ ‬التنمية‭.‬

إلى‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬أشار‭ ‬سمو‭ ‬محافظ‭ ‬الجنوبية‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬حيث‭ ‬ربطها‭ ‬بتوجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬كنهج‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬التوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬لتقديم‭ ‬ما‭ ‬يطمح‭ ‬إليه‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خدمات،‭ ‬وهذا‭ ‬التواصل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مبادئ‭ ‬وأركان‭ ‬برنامج‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وهو‭ ‬ذات‭ ‬المحور‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬أصحاب‭ ‬السعادة‭ ‬المحافظون،‭ ‬وفي‭ ‬قناعتنا‭ ‬كلنا،‭ ‬مسؤولين‭ ‬أو‭ ‬مواطنين،‭ ‬فإن‭ ‬إضاءات‭ ‬قيادتنا‭ ‬في‭ ‬احتفائها‭ ‬بالمناسبات‭ ‬الكريمة‭ ‬كشهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬أو‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬تبدو‭ ‬متلاقية‭ ‬في‭ ‬مساراتها‭ ‬خصوصًا‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬البحرين‭ ‬قوة‭ ‬تكاتفها‭ ‬وتميزها‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬19،‭ ‬وبالمختصر،‭ ‬خطاب‭ ‬المحبة‭ ‬الذي‭ ‬نستلهمه‭ ‬من‭ ‬قيادتنا،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يمنحنا‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العظيم‭.‬