العمال ضحية لأبشع استغلال (1)

| عبدالرحمن مهابادي

وبعد‭ ‬حلول‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للعمال،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العمال‭ ‬الإيرانيون‭ ‬يعانون‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬اضطهاد‭ ‬واستغلال‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬المفترس،‭ ‬ففضلًا‭ ‬عن‭ ‬أنهم‭ ‬مضطرون‭ ‬لتذوُّق‭ ‬مرارة‭ ‬طعم‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والاستغلال،‭ ‬فإنهم‭ ‬يواجهون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تضخمًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬وارتفاعًا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الضرورية‭ ‬لموائد‭ ‬سفرتهم،‭ ‬ويصارعون‭ ‬الفقر‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬وجبة‭ ‬العشاء‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

وتكفي‭ ‬زيادة‭ ‬39‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬رواتبهم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬لسد‭ ‬نفقاتهم‭ ‬للعيش‭ ‬على‭ ‬الكفاف‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭.‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتفشى‭ ‬فيه‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬كورونا‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه،‭ ‬وتطوِّق‭ ‬المشاكل‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬أعناق‭ ‬المواطنين،‭ ‬وبات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬عاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وانضموا‭ ‬إلى‭ ‬جيش‭ ‬الجياع‭ ‬قبل‭ ‬أزمة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وكتبت‭ ‬صحيفة‭ ‬“شرق”،‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬مايو‭ ‬2021‭: ‬“تفيد‭ ‬الإحصاءات‭ ‬التي‭ ‬كالعادة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬رقيب‭ ‬على‭ ‬صحتها‭ ‬من‭ ‬عدمها،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭.. ‬أصبحوا‭ ‬عاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2020‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬ويستفيد‭ ‬جزء‭ ‬قليل‭ ‬منهم‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬البطالة‭. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬مقر‭ ‬مكافحة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬والتشديد‭ ‬على‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬15‭ ‬شهرًا‭ ‬الماضية‭ ‬مناصًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬شكلت‭ ‬ضغطًا‭ ‬على‭ ‬خاصرة‭ ‬الطبقة‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التضخم‭ ‬الجامح‭ ‬ولامبالاة‭ ‬الرأسماليين‭ ‬الحاكمين‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المتردي،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بدخل‭ ‬يغوص‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر”‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي‭ ‬للعمال‭ ‬بعد‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬حرج‭ ‬للغاية‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الحكومية‭ ‬مضطرة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بذلك،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬كتبت‭ ‬صحيفة‭ ‬“رسالت”،‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬مايو‭ ‬2021‭: ‬“لم‭ ‬تقدم‭ ‬الحكومة‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬أو‭ ‬الـ‭ ‬15‭ ‬شهرًا‭ ‬التي‭ ‬انقضت‭ ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬البلاد؛‭ ‬للعمال‭ ‬في‭ ‬المجموعات‭ ‬التي‭ ‬اعتُبرت‭ ‬غير‭ ‬ضرورية‭ ‬حسب‭ ‬زعمهم‭. ‬ولم‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬شؤونهم‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬تمديد‭ ‬الإجازات‭ ‬أسبوعيًا‭. ‬لذا،‭ ‬كيف‭ ‬ينبغي‭ ‬لعمال‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬أن‭ ‬يكسبوا‭ ‬رزقهم؟”،‭ ‬ويسود‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المتردي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتقاضى‭ ‬فيه‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬أجورًا‭ ‬متدنية‭ ‬للغاية‭ ‬مقارنة‭ ‬بأجور‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭. ‬“مجاهدين”‭.‬