في مراكز التطعيم

| بدور عدنان

توجهت‭ ‬بداية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الحالي‭ ‬لمركز‭ ‬حمد‭ ‬كانو‭ ‬الصحي‭ ‬الكائن‭ ‬بمنطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬لتلقي‭ ‬جرعتي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬اللقاح،‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬والأعمار‭ ‬كانت‭ ‬تنتظر‭ ‬دورها‭ ‬لتلقي‭ ‬اللقاح،‭ ‬وقد‭ ‬أحسست‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬بشعور‭ ‬جميل،‭ ‬فما‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬تلقي‭ ‬اللقاح‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬وتلاوينه‭ ‬الذي‭ ‬استجاب‭ ‬لدعوات‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬اجتهد‭ ‬كثيراً‭ ‬ووفق‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬رسالته‭ ‬التي‭ ‬عكف‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬حث‭ ‬كل‭ ‬الشرائح‭ ‬على‭ ‬تلقي‭ ‬التطعيم‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يواجه‭ ‬الطاقم‭ ‬الإداري‭ ‬والطبي‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬بسبب‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬المتواجدة‭ ‬والمتدفقة‭ ‬لتلقي‭ ‬اللقاح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التنظيم‭ ‬والترتيب‭ ‬السمة‭ ‬السائدة‭ ‬والغالبة‭ ‬في‭ ‬المكان،‭ ‬فعملية‭ ‬التطعيم‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬بكل‭ ‬يسر‭ ‬وسلاسة،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬بالتأكيد‭ ‬للاجتهاد‭ ‬والمثابرة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الموظفين‭.‬

منذ‭ ‬دخولي‭ ‬بوابة‭ ‬المركز‭ ‬وأخذ‭ ‬درجة‭ ‬حرارتي،‭ ‬مرورا‭ ‬بأخذ‭ ‬ملصق‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬والتوجه‭ ‬لطاولة‭ ‬التمريض،‭ ‬وحتى‭ ‬انتظاري‭ ‬في‭ ‬ممرات‭ ‬المركز‭ ‬وتلقي‭ ‬اللقاح،‭ ‬لم‭ ‬ألمح‭ ‬غير‭ ‬الابتسامة‭ ‬المرسومة‭ ‬على‭ ‬محيا‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬والتعامل‭ ‬الراقي‭ ‬منهم‭ ‬جميعاً‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬

لم‭ ‬أستطع‭ ‬تجاوز‭ ‬منظر‭ ‬إحدى‭ ‬الممرضات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حاملا‭ ‬في‭ ‬شهورها‭ ‬المتقدمة‭ ‬وهي‭ ‬تخوض‭ ‬المركز‭ ‬ذهاباً‭ ‬وإياباً،‭ ‬ففي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬تعطى‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل‭ ‬خيار‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬حتى‭ ‬تضع‭ ‬حملها‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬إصابتها‭ ‬بالمرض،‭ ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الممرضة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬فيها‭ ‬للمرض‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬بكل‭ ‬تفان‭ ‬وإخلاص‭.‬

غادرت‭ ‬المركز‭ ‬الصحي‭ ‬بالساعة‭ ‬السادسة‭ ‬مساء‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬الإفطار،‭ ‬وحتى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬كان‭ ‬المركز‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬خلية‭ ‬النحل،‭ ‬فالجميع‭ ‬رغم‭ ‬تعب‭ ‬وظمأ‭ ‬الصيام‭ ‬كان‭ ‬أشبه‭ ‬بالشعلة‭ ‬المتقدة‭ ‬عطاء،‭ ‬يعملون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامتي‭ ‬وسلامتكم‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭ ‬بكل‭ ‬جد‭ ‬واجتهاد،‭ ‬غادرت‭ ‬عائدة‭ ‬للمنزل‭ ‬لأتناول‭ ‬إفطاري‭ ‬وسط‭ ‬أهلي‭ ‬وأحبتي‭ ‬فيما‭ ‬هم‭ ‬بقوا‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الصحي‭ ‬يعملون‭ ‬لأجلي‭ ‬وأجلكم‭.. ‬وأجل‭ ‬البحرين‭.‬