نقطة ارتكاز

قوة السعودية درعٌ للعرب

| د. غسان محمد عسيلان

تابع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬لقاء‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭ - ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بثه‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030،‭ ‬وقد‭ ‬سرت‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭ ‬والانبهار‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأوساط‭ ‬العربية،‭ ‬لاسيما‭ ‬أوساط‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬أبهرهم‭ ‬حديث‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬وقدرته‭ ‬الهائلة‭ - ‬وفقه‭ ‬الله‭ - ‬على‭ ‬الاستشهاد‭ ‬بالأرقام،‭ ‬ودعم‭ ‬كلامه‭ ‬بالإحصائيات‭ ‬الدقيقة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬ووعي‭ ‬تام،‭ ‬وإدراك‭ ‬كامل‭ ‬للغاية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬المملكة‭ ‬وتريد‭ ‬تحقيقها‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بُعدًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الطموحة،‭ ‬وهو‭ ‬البُعد‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬بوعي‭ ‬واقتدار‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭ - ‬بتوجيه‭ ‬ودعم‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬مولاي‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬أيَّده‭ ‬الله،‭ ‬والحقيقة‭ ‬ان‭ ‬قوة‭ ‬المملكة‭ ‬قوة‭ ‬للعرب‭ ‬جميعًا،‭ ‬فما‭ ‬فَتِئت‭ ‬المملكة‭ ‬تُناصر‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬وما‭ ‬انفكَّت‭ ‬تحمل‭ ‬الهم‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناحي،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وتُقدم‭ ‬الدعم‭ ‬والمؤازرة‭ ‬لكل‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬واجبها‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬عليها‭ ‬موقع‭ ‬القيادة‭ ‬والريادة،‭ ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬روحية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬جميع‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭. ‬وتشغل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬تتجاوز‭ ‬ضعف‭ ‬مساحة‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬مجتمعتين،‭ ‬وهي‭ ‬مهبط‭ ‬الوحي‭ ‬ومهد‭ ‬الإسلام‭ ‬وأرض‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ربع‭ ‬الاحتياطي‭ ‬العالمي‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬المعروف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬والتي‭ ‬تُقدر‭ ‬الدراسات‭ ‬استمراره‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬القادمة‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬المكانة‭ ‬الروحية‭ ‬والقوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭ ‬فقد‭ ‬طورت‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬لتصبح‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬الثانية‭ ‬عربيًّا‭ ‬بعد‭ ‬مصر‭ ‬والقوة‭ ‬السابعة‭ ‬عشرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬تأتي‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬عالميًّا‭ ‬مباشرةً‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بامتلاك‭ ‬العتاد‭ ‬العسكري‭ ‬والأسلحة‭ ‬الحديثة،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬الجهات‭ ‬المتخصصة‭ ‬مثل‭ ‬“معهد‭ ‬بحوث‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم”‭.‬

إن‭ ‬المملكة‭ ‬داعية‭ ‬سلام،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬تتمتع‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بقوة‭ ‬ردع‭ ‬هائلة‭ ‬تُرهب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬المساس‭ ‬بأمنها‭ ‬أو‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليها،‭ ‬ويمتلك‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬السعودي‭ ‬قوة‭ ‬رادعة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬مجال‭ ‬جوي‭ ‬واسع،‭ ‬ويدها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تطال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يريدها‭ ‬أو‭ ‬يريد‭ ‬شقيقاتها‭ ‬بأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الأذى‭.‬