مستقبل العلاقات مع طهران في حديث محمد بن سلمان

| بدور عدنان

تابعت‭ ‬كما‭ ‬تابع‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬مقابلة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬والتي‭ ‬تطرق‭ ‬خلالها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬الداخلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬وشفافية‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬مجاملة‭ ‬أو‭ ‬مواربة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لجميع‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬لها‭ ‬سموه‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬الإيرانية‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذه‭ ‬المواضيع،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬سموه‭ ‬خلال‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬طيبة‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

تصريح‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تسريبات‭ ‬حول‭ ‬اجتماعات‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬بين‭ ‬وفد‭ ‬سعودي‭ ‬ووفد‭ ‬إيراني‭ ‬كانت‭ ‬تهدف‭ ‬حسب‭ ‬المصادر‭ ‬لتحسين‭ ‬العلاقة‭ ‬المضطربة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ويرى‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شبه‭ ‬انفراجة‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬السعودي‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬تعقد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬نتاج‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الركيك‭ ‬الذي‭ ‬أبرم‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬طهران‭ ‬مساحة‭ ‬أكبر‭ ‬للمناورة‭ ‬والتوغل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تشترك‭ ‬حدودياً‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬تهديداً‭ ‬سافراً‭ ‬لأمن‭ ‬المملكة‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬وكرد‭ ‬فعل‭ ‬اتخذت‭ ‬المملكة‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭.‬

عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬الإيرانية‭ ‬لسابق‭ ‬عهدها‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬مستحيلا،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبدي‭ ‬طهران‭ ‬حسن‭ ‬النية،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تثبته‭ ‬بوقف‭ ‬تدخلاتها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬اليمن،‭ ‬والوصول‭ ‬لتوافق‭ ‬حقيقي‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬ملفها‭ ‬النووي‭ ‬يضمن‭ ‬لجم‭ ‬طموحاتها‭ ‬التوسعية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حينها‭ ‬فقط‭ ‬ستعود‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها‭.‬

التسريبات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬والتي‭ ‬ينتقد‭ ‬فيها‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬التفكك‭ ‬الداخلي‭ ‬للمنظومة‭ ‬السياسية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬ووهن‭ ‬البيت‭ ‬الداخلي‭ ‬الإيراني‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬الوصول‭ ‬لتسويات‭ ‬سياسية‭ ‬دولية‭ ‬يبقى‭ ‬الملاذ‭ ‬الوحيد‭ ‬للنظام‭ ‬الحالي‭.‬