سوالف

سيدي جلالة الملك المفدى والاعتزاز بالصحافة الوطنية

| أسامة الماجد

لقد‭ ‬أعطى‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لسيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬“الصحافة”‭ ‬حيزا‭ ‬كبيرا‭ ‬ومهما،‭ ‬وذلك‭ ‬لإسهامها‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬وتحليلها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬يعكس‭ ‬الشعور‭ ‬الوطني‭ ‬والحس‭ ‬المسؤول،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير،‭ ‬وقد‭ ‬حملت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬3‭ ‬مايو‭ ‬الجاري‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬“المعلومات‭ ‬كمنفعة‭ ‬عامة”،‭ ‬كل‭ ‬معاني‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بالصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والصلة‭ ‬الدائمة‭ ‬بين‭ ‬جلالته‭ ‬وبين‭ ‬أبنائه‭ ‬الصحافيين‭ ‬وأيضا‭ ‬الدفع‭ ‬بهذه‭ ‬المهنة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬والتميز‭ ‬لمواصلة‭ ‬مساهمتها‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬والتطوير‭ ‬والتنمية‭.‬

يقول‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬“لقد‭ ‬أكدنا‭ ‬حرصنا‭ ‬واهتمامنا‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقة‭ ‬مسيرتنا‭ ‬التنموية‭ ‬بإجماع‭ ‬شعبي‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الضمانات‭ ‬الدستورية‭ ‬والقانونية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الصحافيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬بأمان‭ ‬واستقلالية،‭ ‬وحرياتهم‭ ‬في‭ ‬التماس‭ ‬مختلف‭ ‬ضروب‭ ‬المعلومات‭ ‬والأفكار‭ ‬وتلقيها‭ ‬ونقلها‭ ‬بلا‭ ‬قيود،‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الحقوق‭ ‬المصونة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬وسمعتهم،‏‭ ‬وحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والصحة‭ ‬والآداب‭ ‬العامة،‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬العهود‭ ‬الدولية”‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬للصحافة‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬المجتمع‭ ‬وإظهار‭ ‬الحق‭ ‬والصواب‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المجتمع‭ ‬تآلفا‭ ‬وتكاملا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬أن‭ ‬يستقيم‭ ‬ويزدهر‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬صحافة‭ ‬وطنية‭ ‬مسؤولة،‭ ‬فقد‭ ‬وجه‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬“لإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬جديد‭ ‬وشامل‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتطرف‭ ‬وازدراء‭ ‬الأديان،‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬بجميع‭ ‬صورها‭ ‬وأشكالها‭ ‬التقليدية‭ ‬والمستحدثة،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬وثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬والحضارات،‭ ‬والتصدي‭ ‬للأفكار‭ ‬المتشددة‭ ‬المغذية‭ ‬للفتن‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب”‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬سيكون‭ ‬درعا‭ ‬للوطن‭ ‬وسيبعد‭ ‬الأقلام‭ ‬الملونة‭ ‬والمقنعة‭ ‬ودورها‭ ‬الإعلامي‭ ‬المضاد،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتوانى‭ ‬البتة‭ ‬عن‭ ‬تشويه‭ ‬الأحداث‭ ‬والوقائع‭ ‬ولعب‭ ‬دور‭ ‬إعلامي‭ ‬مضلل‭ ‬يستهدف‭ ‬الوطن‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬عبر‭ ‬بث‭ ‬الفتن‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬فمهنة‭ ‬الإعلام‭ ‬المحترم‭ ‬قول‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬التزييف‭.‬