مُلتقطات

المطالبُ الثلاثة لقرية “المعابد”

| د. جاسم المحاري

تتحدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬وفقها‭ ‬البُنى‭ ‬التحتية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هياكلها‭ ‬الفنية‭ ‬ومكوناتها‭ ‬المادية،‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬إنتاج‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأساسية‭ ‬كالمدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والطرق‭ ‬والجسور‭ ‬وموارد‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والشبكات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والاتصالات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬والمنشآت‭ ‬اللازمة‭ ‬لتشغيل‭ ‬المشروعات‭ ‬الحيوية‭ ‬والمرافق‭ ‬الضرورية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬ذوات‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تستلزمها‭ ‬بإلحاح‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للمواطنين‭ ‬التي‭ ‬تُؤَدى‭ ‬فيها‭ ‬الأدوار‭ ‬المجتمعية‭ ‬وتُسّهل‭ ‬من‭ ‬دوران‭ ‬عجلة‭ ‬عملياتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بغية‭ ‬انسيابية‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭ ‬الماسّة‭ ‬التي‭ ‬تُمكن‭ ‬من‭ ‬استدامة‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬لمجاميع‭ ‬الأفراد‭ ‬وتكتلات‭ ‬مجتمعاتها‭ ‬وفق‭ ‬منظوماتها‭ ‬المختلفة‭. ‬تتسارع‭ ‬خُطى‭ ‬مشاريع‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬يُعدّ‭ ‬“تمتين”‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الرئيسة‭ ‬للتنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭ ‬المعلنة‭ ‬بالشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أولت‭ ‬اهتمامها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬المتكاملة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة‭ ‬ببناء‭ ‬المدن‭ ‬الاسكانية‭ ‬الجديدة‭ ‬وإنشاء‭ ‬شبكات‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرق‭ ‬الرئيسة‭ ‬وتحسين‭ ‬أو‭ ‬توسعة‭ ‬القائمة‭ ‬منها‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬مساراتها‭ ‬وتحويل‭ ‬دواراتها‭ ‬إلى‭ ‬تقاطعات‭ ‬وإشارات‭ ‬ضوئية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬وتيرة‭ ‬أعمال‭ ‬التجميل‭ ‬والتشجير‭ ‬بين‭ ‬جنباتها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬وأنظمة‭ ‬الإنارة‭ ‬وإيجاد‭ ‬خطط‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬كثافة‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬وزيادة‭ ‬مستوى‭ ‬الانسيابية‭ ‬والسلامة‭ ‬لمستخدميها،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وخطط‭ ‬تصريف‭ ‬الأمطار‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والاتصالات،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاسكان‭ ‬والصناعة‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬المُصاحبة‭. ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬النماء‭ ‬المتسارع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد،‭ ‬يطمح‭ ‬أهالي‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ -‬‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬بقرية‭ ‬المعابد‭ ‬نسبة‭ ‬للموقع‭ ‬الأثري‭ ‬بجنوبها‭ ‬أثناء‭ ‬الحقبة‭ ‬الدلمونية‭ ‬القديمة‭ ‬–‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬بعض‭ ‬المطالب‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬أسموها‭ ‬بـ‭ ‬“الثلاثية‭ ‬العاجلة”،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬إسكاني‭ ‬يستوعب‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬عن‭ (‬8‭) ‬آلاف‭ ‬نسمة‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ (‬5‭) ‬كيلومترات‭ ‬مربعة‭ ‬مقسمّة‭ ‬على‭ (‬7‭) ‬مجمعات‭ ‬سكنية،‭ ‬والأخرى‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المدرسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبنات‭ ‬المُفتتحة‭ ‬عام‭ ‬1973م،‭ ‬والتي‭ ‬حُرمت‭ ‬زهرات‭ ‬القرية‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬تعليمهن‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬إغلاقها‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬ليس‭ ‬قريبا،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬مطلبهم‭ ‬الأخير‭ ‬تأهيل‭ ‬الساحل‭ ‬وحديقته‭ ‬باعتباره‭ ‬المتنفس‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يغصّ‭ ‬بالعائلات‭ ‬البحرينية‭ ‬والمقيمة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬والفعاليات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭. ‬

نافلة‭: ‬

يحقّ‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬يتلمسّها‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء،‭ ‬أنْ‭ ‬يفخر‭ ‬بما‭ ‬أولته‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬ورعاية‭ ‬ومساندة‭ ‬متواصلة‭ ‬عكست‭ ‬الحرص‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬ومتطلبات‭ ‬حياته‭ ‬الأساسية‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستواه‭ ‬المعيشي‭.‬