مسار التحول الرقمي و”الابتكار في الذكاء الاصطناعي”

| محمد الحلِّي

شكل‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬بمختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬وواضح‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والمعارف‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نعرج‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬اتجهت‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الأنظار‭ ‬ورصدت‭ ‬له‭ ‬الميزانيات‭ ‬التشغيلية‭ ‬وجهزت‭ ‬له‭ ‬المعامل‭ ‬والمختبرات‭ ‬ووفرت‭ ‬له‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬وأنا‭ ‬أقصد‭ ‬هنا‭ ‬“الذكاء‭ ‬الاصطناعي”‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬بأنه‭ ‬“السلوك‭ ‬والخصائص‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬البرامج‭ ‬الحاسوبية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬القدرات‭ ‬الذهنية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬القدرات‭ ‬قدرة‭ ‬الآلة‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصحيحة”‭.‬

إن‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمتعددة‭ ‬ولما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬متعاظمة‭ ‬فرضت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬الخدمات‭ ‬الذكية‭ ‬للشركات‭ ‬ومختلف‭ ‬الجوانب‭ ‬البحثية‭ ‬والصناعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيقات‭ ‬محاكاة‭ ‬الواقع،‭ ‬وتطوير‭ ‬البرمجيات‭ ‬الحاسوبية‭ ‬والتقنيات‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬والمحركات‭ ‬الذكية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الطائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬والطب‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬التفرعات‭ ‬والامتدادات‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬تبنت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والجامعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬وبدعم‭ ‬ورعاية‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تؤسس‭ ‬لتخريج‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إنشاء‭  ‬أكاديميات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الافتراضية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬مثل‭ ‬“أكاديمية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي”‭ ‬و”مؤتمر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬للجميع‭ ‬2020”‭ ‬و”مسابقة‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للابتكار‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بنسخها‭ ‬الثلاث”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة‭.‬

نقطة‭ ‬أخيرة

شكلت‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬طلاب‭ ‬المملكة‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للابتكار‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثالثة‭ ‬والتي‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬ومسايرة‭ ‬ركب‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬حيث‭ ‬صمموا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الملهمة‭ ‬مثل‭ ‬مشروع‭ ‬“التصرف‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬النفايات‭ ‬باستعمال‭ ‬تقنية‭ ‬إنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬وبرمجيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي”‭ ‬الذي‭ ‬حققت‭ ‬به‭ ‬مدرسة‭ ‬الفاتح‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنين‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدارس‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬“برنامج‭ ‬مراقبة‭ ‬حضور‭ ‬وانصراف‭ ‬الموظفين‭ ‬باستعمال‭ ‬تقنية‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه”،‭ ‬والذي‭ ‬حققت‭ ‬به‭ ‬نفس‭ ‬المدرسة‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬تكنولوجيا،‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬باحتضان‭ ‬وصقل‭ ‬المواهب‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬