سوالف

لا احترام لمن يسيء إلى البحرين

| أسامة الماجد

بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬جلوسه‭ ‬في‭ ‬“قم”‭ ‬مرتع‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬المسقطة‭ ‬جنسيته‭ ‬المدعو‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الوطنيين‭ ‬والشرفاء‭ ‬أن‭ ‬“يتأدبوا‭ ‬في‭ ‬كتاباتهم”،‭ ‬وكأنه‭ ‬يريد‭ ‬إصلاح‭ ‬عربات‭ ‬الإرهاب‭ ‬المعطلة‭ ‬ويقودها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحطمت‭ ‬بأقلام‭ ‬الكتاب‭ ‬الوطنيين‭ ‬والشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬وصفوا‭ ‬بأنهم‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬يحرك‭ ‬الوطن،‭ ‬ويجعله‭ ‬مهيبا‭ ‬قويا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬هزيمته‭ ‬أبدا،‭ ‬الكتاب‭ ‬الوطنيين‭ ‬والشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬حركتهم‭ ‬المشاعر‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬وطنهم‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادته،‭ ‬وكانوا‭ ‬منبعا‭ ‬للولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬والتضحية‭.. ‬الكتاب‭ ‬الوطنيين‭ ‬والشرفاء‭ ‬المحاربين‭ ‬بالكلمة‭ ‬الذين‭ ‬صاغوا‭ ‬مشاعرهم‭ ‬للوطن‭ ‬في‭ ‬المداد‭ ‬الذي‭ ‬سكبوه‭ ‬طوال‭ ‬المحنة‭ ‬وعكسوا‭ ‬به‭ ‬روح‭ ‬الوطنية‭ ‬الصادقة‭.‬

الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬ليس‭ ‬بالكلام‭ ‬والثرثرة‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬أنت‭ ‬وأتباعك،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬بالأدب‭ ‬والاحترام‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يسيء‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬ويتآمر‭ ‬عليها‭ ‬ويسخر‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأمني‭ ‬والحقوقي‭ ‬وينحاز‭ ‬للنظريات‭ ‬الإيرانية‭ ‬والأبحاث‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬منابر‭ ‬التحريض‭ ‬المتواصل‭ ‬بقيادتك‭ ‬ومعرفتك‭. ‬

إن‭ ‬الكتاب‭ ‬الوطنيين‭ ‬والشرفاء‭ ‬وقفوا‭ ‬أمام‭ ‬المسؤولية‭ ‬التاريخية،‭ ‬وهي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬وطنهم‭ ‬البحرين،‭ ‬وأعطوا‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬حقها‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الواجبات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يؤديها‭ ‬الكاتب‭ ‬المحب‭ ‬لأرض‭ ‬البحرين،‭ ‬بينما‭ ‬بقيت‭ ‬أسماء‭ ‬أنت‭ ‬تعرفها‭ ‬جيدا‭ ‬تمارس‭ ‬الكتابة‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شعور‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬وكأنها‭ ‬غير‭ ‬مقتنعة‭ ‬تماما‭ ‬بالتدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ومازالت‭ ‬لا‭ ‬تجرؤ‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬حرف‭ ‬واحد‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬ولا‭ ‬ترد‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الكاذبة،‭ ‬لأن‭ ‬الكتابة‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬مثل‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬المقلاة‭.‬

ثم‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬معارضة‭ ‬تتحدث‭ ‬في‭ ‬بيانك،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬“تحترم”؟‭ ‬هل‭ ‬المعارضة‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭ ‬ونظامها‭ ‬الحاقد،‭ ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭ ‬تجهيز‭ ‬السلاح‭ ‬والعتاد‭ ‬لضرب‭ ‬البحرين‭ ‬والانقلاب‭ ‬على‭ ‬شرعيتها،‭ ‬أم‭ ‬ماذا؟‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وحملات‭ ‬العداء‭ ‬والدعايات‭ ‬ضد‭ ‬البحرين‭ ‬أم‭ ‬ماذا؟

كنت‭ ‬تتخيل‭ ‬مع‭ ‬أتباعك‭ ‬أن‭ ‬بيانك‭ ‬هذا‭ ‬سيحيل‭ ‬لوحة‭ ‬الخريف‭ ‬إلى‭ ‬ربيع‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص،‭ ‬لكن‭ ‬استقبلتكم‭ ‬الدنيا‭ ‬بأكبر‭ ‬رصيد‭ ‬من‭ ‬المحن‭ ‬والمعاناة،‭ ‬ولن‭ ‬ينفعكم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مساحيق‭ ‬تزيل‭ ‬خطوط‭ ‬الخيانة‭ ‬وتعرجاتها‭ ‬من‭ ‬وجوهكم‭.‬