من جديد

نار وشرار

| د. سمر الأبيوكي

قررت‭ ‬أنا‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الصديقات‭ ‬اللاتي‭ ‬يغازلن‭ ‬حاليا‭ ‬السوشال‭ ‬ميديا‭ ‬بين‭ ‬وجود‭ ‬وغياب‭ ‬تجريب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬تارة‭ ‬كإفطار‭ ‬وأخرى‭ ‬كسحور‭ ‬لإبداء‭ ‬آرائنا‭ ‬حول‭ ‬أفضل‭ ‬المطاعم‭ ‬وألذ‭ ‬الأطباق،‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬المذاق‭ ‬وجدتني‭ ‬مدهوشة‭ ‬من‭ ‬الأسعار‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬مطاعمنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك،‭ ‬بل‭ ‬أكاد‭ ‬أجزم‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬العوائل‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬وجبتي‭ ‬الإفطار‭ ‬أو‭ ‬السحور‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬بتكرار‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬فأغلب‭ ‬المطاعم‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬فاتورة‭ ‬الفردين‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الخمسين‭ ‬دينارا،‭ ‬نعم‭ ‬إنها‭ ‬خمسون‭ ‬دينارا‭ ‬كاملة‭ ‬لطبق‭ ‬رئيسي‭ ‬واثنين‭ ‬من‭ ‬المقبلات‭ ‬وعصائر‭ ‬رمضانية‭ ‬وكوب‭ ‬من‭ ‬الشاي،‭ ‬اعتقدت‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬أنني‭ ‬توجهت‭ ‬لمطعم‭ ‬غال‭ ‬نوعا‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬ومع‭ ‬تجربتي‭ ‬لعدد‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬أيقنت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الأسعار،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬القليل‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الوزن‭ ‬والمال‭ ‬نجدنا‭ ‬ندفع‭ ‬الكثير‭ ‬بدون‭ ‬مبرر،‭ ‬صحنين‭ ‬من‭ ‬المقبلات‭ ‬وكأس‭ ‬عصير‭ ‬وفنجان‭ ‬قهوة‭ ‬يساوي‭ ‬مباشرة‭ ‬25‭ ‬دينارا،‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬الغني‭ ‬والفقير‭ ‬والأسر‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الطبقتين‭!‬

ومضة‭:‬

رغم‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الادخار‭ ‬والإنفاق‭ ‬المعتدل‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬التقليد‭ ‬وانتشار‭ ‬الصور‭ ‬والمطاعم‭ ‬والأكلات‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬لديها‭ ‬رغبات‭ ‬وتطلعات‭ ‬أبسطها‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب،‭ ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬تذوق‭ ‬طبق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬حلما‭ ‬للبعض‭ ‬أو‭ ‬إرهاقا‭ ‬لميزانية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬طفرة‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬دون‭ ‬مبرر‭ ‬واضح‭ ‬أو‭ ‬جديد‭ ‬يذكر‭.‬