البحرين في عهد “أبا سلمان”.. أسرة واحدة

| عادل عيسى المرزوق

نحتاج‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬وعمل‭ ‬وفكر‭ ‬لمساندة‭ ‬وابتكار‭ ‬وتقديم‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬ترسخ‭ ‬معاني‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش،‭ ‬وهناك‭ ‬تشجيع‭ ‬واضح،‭ ‬لاسيما‭ ‬وبين‭ ‬أيدينا‭ ‬مبادرة‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬ركن‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاهتمام‭ ‬والدعم‭.‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتوالى‭ ‬المبادرات‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تنضوي‭ ‬تحت‭ ‬هذه‭ ‬المعاني‭ ‬لحاجة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬ومكوناته،‭ ‬إلى‭ ‬اللقاء‭ ‬الطيب‭ ‬والعلاقات‭ ‬المتينة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وإبعاد‭ ‬أي‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الإساءة‭ ‬أو‭ ‬التصادم‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬الأفكار‭ ‬الدخيلة‭ ‬المسممة،‭ ‬وحولنا‭ ‬إعلام‭ ‬متأهب‭ ‬وجاهز‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬بلادنا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كشفناه‭ ‬ولا‭ ‬نرضى‭ ‬به‭ ‬وسنبقى‭ ‬نقف‭ ‬بقوة‭ ‬لنصده‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬وأهدافها‭ ‬الفاشلة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهاز‭ ‬آخر‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬كان‭.‬

إن‭ ‬الامتثال‭ ‬لتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة‭ ‬توجب‭ ‬حملها‭ ‬بكل‭ ‬أمانة،‭ ‬وترجمتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬أواصر‭ ‬العلاقات‭ ‬والروابط‭ ‬الطيبة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬الواحدة،‭ ‬ويتصدى‭ ‬لكل‭ ‬الأفكار‭ ‬والممارسات‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬وتكرر‭ ‬وتؤجج‭ ‬وتؤلب‭ ‬ولا‭ ‬نفع‭ ‬من‭ ‬ورائها،‭ ‬والمغزى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كبير‭ ‬أيضًا‭ ‬يدركه‭ ‬الجميع،‭ ‬واليوم‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تلزم‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نطوي‭ ‬صفحة‭ ‬الماضي،‭ ‬ونفتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬سطر‭ ‬فيها‭ ‬لأي‭ ‬عبارة‭ ‬أو‭ ‬معنى‭ ‬أو‭ ‬مفردة‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭.. ‬تفرق‭ ‬ولا‭ ‬تجمع‭.. ‬تضر‭ ‬ولا‭ ‬تنفع‭.. ‬تسيء‭ ‬ولا‭ ‬تحسن،‭ ‬فالخطوات‭ ‬القادمة‭ ‬كبيرة‭ ‬ومبشرة‭ ‬ومشرفة‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬والعمل‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬هو‭ ‬التمسك‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولنضع‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بحريننا‭ ‬الغالية‭ ‬وترابه‭ ‬المقدس‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬هدف،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬أسمى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الهدف؟

بحمد‭ ‬الله،‭ ‬ندرك‭ ‬بكل‭ ‬فخر،‭ ‬الأبعاد‭ ‬الطيبة‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬يهدف‭ ‬إليها‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حين‭ ‬يخاطب‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬الأفاضل،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬الغريفي‭ ‬وسائر‭ ‬علماء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطوائف‭ ‬والملل‭ ‬والأديان،‭ ‬بل‭ ‬ونسمع‭ ‬الكلام‭ ‬العظيم‭ ‬الطيب‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭.‬

ولأن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة،‭ ‬علينا‭ ‬اليوم‭ ‬إيجاد‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭ ‬والانسجام‭ ‬المجتمعي‭ ‬وروح‭ ‬التعايش،‭ ‬فكما‭ ‬قلنا‭ ‬ونقول‭ ‬دائمًا‭ ‬إن‭ ‬قوة‭ ‬الوطن‭ ‬تُستمد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬ووحدته‭ ‬وتماسكه،‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بروح‭ ‬وطنية‭ ‬عالية،‭ ‬ولهذا‭ ‬يلزم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يترجم‭ ‬هذه‭ ‬المعاني‭ ‬السامية‭ ‬إلى‭ ‬سلوك‭ ‬مؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬شؤون‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمن‭ ‬يفترض‭ ‬أنهم‭ ‬قادة‭ ‬للرأي‭ ‬والفكر‭ ‬وغرس‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭.‬