لمحات

السيارات الكهربائية

| د.علي الصايغ

تعتبر‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬الخضراء‭ ‬نسبياً‭ ‬مثل‭ ‬تقنية‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وهو‭ ‬التوجه‭ ‬القديم‭ ‬المنادى‭ ‬به،‭ ‬ذو‭ ‬الجدوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصديق‭ ‬للبيئة،‭ ‬والتحدي‭ ‬الكبير‭ ‬لأية‭ ‬دولة‭ ‬أرادت‭ ‬الاستخدام‭ ‬الواسع‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬الداعمة‭ ‬والمناسبة‭ ‬لها،‭ ‬ففي‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬للرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬السيارات‭ ‬الرائدة‭ ‬“تويوتا”‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اليابان‭ ‬“ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬سوق‭ ‬للسيارات‭ ‬في‭ ‬العالم”‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬358‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لتأسيس‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬للسيارات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يخف‭ ‬قلقه‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الكربون‭ ‬المنبعث‭ ‬من‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وبناءً‭ ‬عليه‭ ‬فإن‭ ‬تكلفة‭ ‬التحول‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالبنزين‭ ‬إلى‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬تكلفة‭ ‬تبدو‭ ‬باهظة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتصنيع‭ ‬فإن‭ ‬المنافسة‭ ‬الأكثر‭ ‬اليوم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭ ‬للسيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬القيادة،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعنينا‭ ‬كثيراً؛‭ ‬لما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬صغيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬السماح‭ ‬باستيراد‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬مطابقتها‭ ‬المواصفات‭ ‬الخليجية،‭ ‬فإن‭ ‬السؤال‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حجم‭ ‬الاستعداد‭ ‬البنيوي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لاستيعاب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬السيارات؟

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬محكمة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬كميات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السيارات‭ ‬بدايةً،‭ ‬بتوافر‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬متطلبات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التدرج‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬استيرادها،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬عليها‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬بل‭ ‬جعلها‭ ‬خياراً‭ ‬متاحاً،‭ ‬ينصح‭ ‬به‭ ‬المحافظون‭ ‬على‭ ‬الطاقة،‭ ‬وبعض‭ ‬المحافظين‭ ‬على‭ ‬البيئة‭.‬