القراءة فكر وثقافة

| عبدعلي الغسرة

تتجلى‭ ‬أهمية‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬القراءة،‭ ‬فالقراءة‭ ‬فكر‭ ‬وثقافة،‭ ‬وللقراءة‭ ‬أهمية‭ ‬عُظمى‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬الأمم‭ ‬ونهضة‭ ‬شعوبها،‭ ‬فالكِتاب‭ ‬سفير‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬المعلومات‭ ‬المتنوعة‭ ‬والمعارف‭ ‬المختلفة‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬والقراءة‭ ‬مُتعة‭ ‬وجزء‭ ‬مُكمل‭ ‬لحياة‭ ‬الإنسان‭ ‬الشخصية‭ ‬والعملية‭ ‬وطريق‭ ‬للسمو‭ ‬العقلي‭ ‬للإنسان،‭ ‬ويكفينا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬أمر‭ ‬إلهي‭ ‬نزل‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬“اقرأ”‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬للقراءة‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬جمة‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭. ‬ولأهمية‭ ‬الكتاب‭ ‬والقراءة‭ ‬فإن‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسكو‭ ‬تحتفل‭ ‬بيوم‭ ‬الكتاب‭ ‬وحقوق‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬منذ‭ ‬1995م‭ ‬بهدف‭ ‬إبراز‭ ‬مكانة‭ ‬المؤلفين‭ ‬وأهمية‭ ‬الكُتب‭ ‬ولتشجيع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬القراءة،‭ ‬وهذا‭ ‬العام‭ ‬سيكون‭ ‬الاحتفال‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬“أكمل‭ ‬الجملة،‭ ‬كتابي‭ ‬القادم‭ ‬هو‭..‬”،‭ ‬وستحتفل‭ ‬اليونيسكو‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬“تبليسي”‭ ‬ــ‭ ‬عاصمة‭ ‬جورجيا،‭ ‬وسيركز‭ ‬الاحتفال‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬“التكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتسخيرها‭ ‬لترويج‭ ‬القراءة‭ ‬بين‭ ‬الشباب”‭. ‬وأهمية‭ ‬الكتاب‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬بشرائه‭ ‬واقتنائه،‭ ‬إنما‭ ‬بقراءته‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬محتواه‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعلوماتي‭ ‬وإضافته‭ ‬لحياتنا‭ ‬الشخصية‭ ‬والمهنية،‭ ‬لنكتسب‭ ‬مهارة‭ ‬التعلم‭ ‬الذاتي‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬ضرورة‭ ‬من‭ ‬ضرورات‭ ‬الحياة‭ ‬ولمواكبة‭ ‬تطوراتها،‭ ‬وهناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الذي‭ ‬يقرأ‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يقرأ،‭ ‬فالقراءة‭ ‬تقوي‭ ‬شخصية‭ ‬الإنسان‭ ‬وتجعله‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬ونقاش‭ ‬الآخرين،‭ ‬ووسيلة‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأفضل‭ ‬للوقت‭ ‬وتوسيع‭ ‬المدارك‭ ‬والقدرات،‭ ‬والطلبة‭ ‬الذين‭ ‬يقرأون‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬العِلم‭ ‬والتفوق‭ ‬فيه،‭ ‬وتكسبهم‭ ‬القراءة‭ ‬ثروة‭ ‬لغوية‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬المتنوعة‭.‬

إن‭ ‬القراءة‭ ‬تدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتابة‭ ‬الكُتب‭ ‬من‭ ‬أدب‭ ‬وفكر‭ ‬وتاريخ‭ ‬وقصص‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬وطباعتها‭ ‬ونشرها‭ ‬وتوزيعها‭ ‬وبيعها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعارض‭ ‬أو‭ ‬المكتبات،‭ ‬إن‭ ‬القراءة‭ ‬فكر‭ ‬وثقافة‭ ‬وتوجيه،‭ ‬معرفة‭ ‬وتعليم،‭ ‬والكِتاب‭ ‬رفيق‭ ‬صادق‭ ‬للإنسان،‭ ‬والقراءة‭ ‬مسؤولية‭ ‬فردية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬وتعليمية،‭ ‬فالإنسان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُغذي‭ ‬عقله‭ ‬بالقراءة،‭ ‬وأن‭ ‬يصحب‭ ‬الكتاب‭ ‬معه‭ ‬أينما‭ ‬ذهب،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬مكتبة‭ ‬زاخرة‭ ‬بمختلف‭ ‬الكتب‭ ‬المفيدة‭ ‬بمنزله،‭ ‬وأن‭ ‬يُربي‭ ‬أسرته‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬وحُب‭ ‬الاطلاع،‭ ‬وأن‭ ‬تشجع‭ ‬المدارس‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الكُتب‭ ‬العِلمية‭ ‬والأدبية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭ ‬لتكون‭ ‬لهم‭ ‬مرجعًا‭ ‬للبحث‭ ‬والدراسة‭ ‬والتحصيل،‭ ‬ولتكوين‭ ‬جيل‭ ‬قارئ‭ ‬يمتلك‭ ‬الإبداع‭ ‬العِلمي‭ ‬والاستكشاف‭ ‬الذاتي،‭ ‬فالكِتاب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يَمنح‭ ‬الثقافة‭ ‬للإنسان،‭ ‬ويؤثر‭ ‬في‭ ‬العقل‭ ‬التأثير‭ ‬المنشود‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فلنقرأ‭ ‬لنتعلم‭ ‬ونعيش‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭.‬