زبدة القول

حادث مستشفى ابن الخطيب

| د. بثينة خليفة قاسم

من‭ ‬الأخبار‭ ‬المأساوية‭ ‬المثيرة‭ ‬للإحباط‭ ‬بالفعل‭ ‬ذلك‭ ‬الحريق‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬ابن‭ ‬الخطيب‭ ‬بالعراق،‭ ‬شيء‭ ‬محبط‭ ‬ومؤلم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وكأن‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬يكفيه‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬إرهابية‭ ‬تدمر‭ ‬بنيته‭ ‬التحتية‭ ‬وتسقط‭ ‬الضحايا‭ ‬الأبرياء،‭ ‬فإلى‭ ‬متى‭ ‬مأساة‭ ‬العراق؟‭ ‬لقد‭ ‬حزنا‭ ‬وتعبنا‭ ‬رغم‭ ‬كوننا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬الدموية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بأهلنا‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬نهاية‭ ‬لمسلسل‭ ‬الدم‭ ‬والخراب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭.‬

حادثة‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٨٠‬‭ ‬قتيلا‭ ‬احترقوا‭ ‬بالنار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البشاعة‭ ‬ككل‭ ‬الأحداث‭ ‬الإرهابية‭ ‬الآثمة‭ ‬التي‭ ‬راحت‭ ‬ضحيتها‭ ‬أعداد‭ ‬كهذه،‭ ‬فيد‭ ‬الإهمال‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬إذا‭ ‬عن‭ ‬يد‭ ‬الإرهاب،‭ ‬فالنتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬هلاك‭ ‬أنفس‭ ‬بريئة‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لها‭. ‬

لك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬عراق،‭ ‬ولك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬العراق،‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬المجتهد‭ ‬الذي‭ ‬كلما‭ ‬أغلق‭ ‬بابا‭ ‬للشر‭ ‬والإرهاب‭ ‬انفتحت‭ ‬أمامه‭ ‬أبواب‭ ‬أخرى‭.‬

هذا‭ ‬الحادث‭ ‬سبب‭ ‬ألما‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬رأى‭ ‬الناس‭ ‬يركضون‭ ‬وسط‭ ‬النار،‭ ‬ورأى‭ ‬المرضى‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬يستقبلون‭ ‬قدرهم‭ ‬المرعب‭ ‬ويموتون‭ ‬رعبا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يموتوا‭ ‬حرقا‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬المقصرين‭ ‬سينالون‭ ‬عقابهم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المؤلم‭... ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬تستمر‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬الدموية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬العراق؟‭.‬