فجر جديد

هل وظيفة النائب الشتم؟

| إبراهيم النهام

‭  ‬هل‭ ‬وظيفة‭ ‬النائب‭ ‬الشتم‭ ‬والإساءة؟‭ ‬وهل‭ ‬وظيفته‭ ‬استهداف‭ ‬الوزراء‭ ‬وممثلي‭ ‬الحكومة‭ ‬بكل‭ ‬جلسة‭ ‬تقريبًا،‭ ‬ورميهم‭ ‬بالكلمات‭ ‬الجارحة‭ ‬والاتهامات‭ ‬غير‭ ‬الصحيحة؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬انتخبه‭ ‬لأجله‭ ‬المواطنون؟‭ ‬والذي‭ ‬لأجله‭ ‬أيضا‭ ‬تصرف‭ ‬له‭ ‬الدولة‭ ‬راتبًا‭ ‬ومكافآت‭ ‬تصل‭ ‬لآلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬وتقدم‭ ‬له‭ ‬الحصانة‭ ‬البرلمانية؟

ليس‭ ‬دوري‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوزراء،‭ ‬فلهم‭ ‬حكومة‭ ‬تعنى‭ ‬بهم،‭ ‬لكنني‭ ‬أشير‭ ‬بالاصبع‭ ‬لنائب‭ ‬الإثارة،‭ ‬الذي‭ ‬يدغدغ‭ ‬مشاعر‭ ‬الناس‭ ‬دائمًا‭ ‬بتصريحاته‭ ‬المنمقة،‭ ‬ويهيج‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬وكأن‭ ‬المواطن‭ ‬آخر‭ ‬اهتماماتها،‭ ‬والنوايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬الكامنة‭ ‬خلف‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭.‬

هذا‭ ‬النائب‭ ‬يرفض‭ ‬–‭ ‬بالمقابل‭ - ‬الإنصات‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬ويستهدف‭ ‬وزراء‭ ‬بعينهم‭ ‬بأغلب‭ ‬الجلسات،‭ ‬متناسيا‭ ‬أنهم‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬وزراء،‭ ‬فهم‭ ‬مواطنون‭ ‬ولهم‭ ‬حقوق،‭ ‬ومنظومة‭ ‬عائلية‭ ‬تتأثر‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬غيرها،‭ ‬بالكلام‭ ‬الجارح،‭ ‬والدخيل‭ ‬على‭ ‬أعراف‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭. ‬

‭  ‬البرنامج‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬الإعلامي‭ ‬القدير‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬بعنوان‭ ‬“من‭ ‬ذاكرة‭ ‬البحرين”،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬ويعرض‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬محاكيًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حلقة‭ ‬موضوعا‭ ‬وطنيا‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬أو‭ ‬أحداث‭ ‬وطنية،‭ ‬يستحق‭ ‬الوقفة‭ ‬والشكر‭ ‬والتقدير‭.‬

والسبب‭ ‬بذلك‭ ‬واضح،‭ ‬فهو‭ ‬يعزز‭ ‬مفاهيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬كما‭ ‬يبرز‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬هويتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬بطريقة‭ ‬مشوقة‭ ‬وبمتناول‭ ‬الجميع،‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬التطوعية‭ ‬الخيرة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

‭  ‬هناك‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬كبيرة‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها،‭ ‬بالإمكان‭ ‬رصدها‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬العناية‭ ‬بالأطفال‭ ‬بجناح‭ ‬الطوارئ‭ ‬بمستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬والذي‭ ‬يكتظ‭ ‬بالمرضى‭ ‬والمراجعين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬ليلًا‭ ‬ونهارًا‭. ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬تٌنجز‭ ‬بسواعد‭ ‬بحرينية،‭ ‬تستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء‭ ‬والتقدير،‭ ‬سواء‭ ‬برعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬بمختلف‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يصلون‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬المهذب‭ ‬والراقي‭ ‬وبسعة‭ ‬الصدر‭ ‬مع‭ ‬ذويهم،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬بها‭ ‬الجائحة،‭ ‬أخص‭ ‬منهم‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬القيم،‭ ‬والدكتورة‭ ‬طاهرة‭ ‬الغسرة‭.‬