السارية.. تأصيل للقيم والتقاليد

| عباس العمران

غمرتني‭ ‬الفرحة‭ ‬باتصالات‭ ‬أحبابي‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والكويت،‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تَحْمِل‭ ‬مع‭ ‬عبارات‭ ‬التهنئة‭ ‬بالشهر‭ ‬الكريم‭ ‬التهنئة‭ ‬ببرنامج‭ ‬“السارية”‭ ‬الذي‭ ‬سلب‭ ‬جمالُه‭ ‬وإبداعه‭ ‬وروعة‭ ‬إخراجه‭ ‬عيونَ‭ ‬المتابعين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

كيف‭ ‬لا،‭ ‬وبرنامج‭ ‬السارية‭ ‬الذي‭ ‬رسخَ‭ ‬عناصر‭ ‬الزمن‭ ‬القديم‭ ‬الأصيل‭ ‬في‭ ‬حلة‭ ‬بديعة‭ ‬جاء‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لرؤية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬لإحياء‭ ‬الموروث‭ ‬البحريني‭ ‬الشعبي‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله،‭ ‬فاعتنى‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ - ‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬التراثية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬عسكر‭ - ‬بتفاصيل‭ ‬التراث‭ ‬البحريني،‭ ‬لغته‭ ‬ولباسه‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياته،‭ ‬فحين‭ ‬تتابعه‭ ‬تشعر‭ ‬بنقلة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬الحاضر‭ ‬إلى‭ ‬الماضي،‭ ‬وكأنك‭ ‬تعيش‭ ‬بين‭ ‬آبائك‭ ‬وأجدادك‭ ‬لدقة‭ ‬الصنع‭ ‬وروعة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فقد‭ ‬أتقن‭ ‬القائمون‭ ‬عليه‭ ‬البناء‭ ‬العمراني‭ ‬للمكان‭ ‬بحرفيةٍ‭ ‬بالغة،‭ ‬وتشخيص‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬القديم‭ ‬أحسن‭ ‬تشخيص،‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬أبدع‭ ‬الفريق‭ ‬بأكمله‭ ‬في‭ ‬التقديم‭ ‬والإخراج‭ ‬والإعداد‭ ‬وجميع‭ ‬الفنيين،‭ ‬فلهم‭ ‬وافر‭ ‬التقدير‭ ‬والثناء‭.‬

إن‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬رمى‭ ‬إليها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬–‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره‭ - ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬قد‭ ‬آتت‭ ‬أكلها،‭ ‬وبلغت‭ ‬من‭ ‬أذهان‭ ‬المتابعين‭ ‬مبلغها،‭ ‬وشهد‭ ‬بذلك‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وغيرهم،‭ ‬فحاضرنا‭ ‬اليوم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ماضينا‭ ‬العتيق،‭ ‬ويمتد‭ ‬منه‭ ‬مستقبلنا‭ ‬المشرق‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭. ‬تراثنا‭ ‬باقٍ‭ ‬في‭ ‬وجداننا،‭ ‬وسنورّثهُ‭ ‬لأبنائنا‭ ‬وأحفادنا‭ ‬كما‭ ‬ورثه‭ ‬لنا‭ ‬آباؤنا‭ ‬وأجدادنا،‭ ‬ستُحفر‭ ‬أقوالهم‭ ‬المأثورة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬كل‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬وستتمثل‭ ‬أخلاقهم‭ ‬وسيرتهم‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬والسيرة‭. ‬

تأكيداً‭ ‬لهذا‭ ‬قال‭ ‬سموه‭ ‬“إن‭ ‬برنامج‭ ‬السارية‭ ‬يمثل‭ ‬منبت‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬ويبعث‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الغالية،‭ ‬وحرصنا‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬اللجنة‭ ‬بمواصلة‭ ‬تقديم‭ ‬البرنامج‭ ‬الهادف‭ ‬والناجح‭ ‬ليشكل‭ ‬جسراً‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬أجيال‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر”،‭ ‬وقد‭ ‬صدق‭ ‬سموه،‭ ‬فبرنامج‭ ‬السارية‭ ‬عزز‭ ‬الأصالة‭ ‬وروحها‭ ‬النقية،‭ ‬الإرث‭ ‬الأصيل‭ ‬والواقع‭ ‬الجميل،‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الجيل‭ ‬الفتي‭ ‬بمشاعر‭ ‬ملؤها‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬فشكراً‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬على‭ ‬مبادراتكم‭ ‬النوعية‭ ‬واهتمامكم‭ ‬العميق‭ ‬بإرث‭ ‬الأجداد،‭ ‬شكرا‭ ‬لأنكم‭ ‬عرضتم‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭ ‬لأبنائنا،‭ ‬صفحة‭ ‬فيها‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبدو‭ ‬ليُعرف،‭ ‬ليتصل‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بقديمه‭ ‬التليد‭.. ‬شكرا‭ ‬لأنكم‭ ‬أظهرتم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحُلّة‭ ‬الأصيلة‭ ‬بكرمكم‭ ‬المعهود‭.‬