مجلس “البلاد” الرمضاني

| عبدعلي الغسرة

اعتادت‭ ‬البيوت‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المجتمعية‭ ‬فتح‭ ‬مجالسها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وفي‭ ‬رمضان‭ ‬2021م‭ ‬وبعد‭ ‬إغلاق‭ ‬المجالس‭ ‬كإجراء‭ ‬احترازي‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا‭ ‬تم‭ ‬التوجه‭ ‬لفتح‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬افتراضيًا‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬كوقاية‭ ‬احترازية‭ ‬من‭ ‬عدوى‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ولاستمرارية‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬الحسنة‭ ‬والجليلة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬لما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬منافع‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭. ‬لقد‭ ‬عاش‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬إغلاق‭ ‬المجالس‭ ‬غربة‭ ‬في‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الناس،‭ ‬إذ‭ ‬يُمثل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬جسرًا‭ ‬للتواصل‭ ‬والتواد‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬وبعد‭ ‬إغلاق‭ ‬المجالس‭ ‬احترازيًا‭ ‬شعر‭ ‬الناس‭ ‬بهذه‭ ‬الغربة‭ ‬والافتراق‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭. ‬إن‭ ‬مبادرة‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المجلس‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهذا‭ ‬المجلس‭ ‬الافتراضي‭ ‬ردم‭ ‬الفراغ‭ ‬الذي‭ ‬خلفه‭ ‬غياب‭ ‬المجالس‭ ‬الاعتيادية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وهذا‭ ‬التحول‭ ‬الافتراضي‭ ‬جعل‭ ‬حضور‭ ‬المجالس‭ ‬مُمكنًا‭ ‬ومُتاحًا‭ ‬للرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬للكبار‭ ‬والصغار،‭ ‬ولجميع‭ ‬الفئات‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬مسؤولين‭ ‬أو‭ ‬مواطنين،‭ ‬فالجميع‭ ‬يحضر‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬الافتراضية‭ ‬وهو‭ ‬جالسٌ‭ ‬في‭ ‬بيته‭. ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬“البلاد”‭ ‬الرمضاني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنظيمه‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عائلة‭ ‬البحارنة‭ ‬وهي‭ ‬عائلة‭ ‬عريقة‭ ‬وكريمة،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬عنوانه‭ ‬“التعايش‭ ‬والتسامح”،‭ ‬تمت‭ ‬فيه‭ ‬مناقشة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬بمشاركة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوجهاء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والمواطنين‭ ‬والجاليات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬صفة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭.‬

واستطاعت‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬بمجلسها‭ ‬الرمضاني‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬تنظيم‭ ‬مجالس‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وأن‭ ‬قرار‭ ‬التحول‭ ‬الافتراضي‭ ‬للمجلس‭ ‬أملته‭ ‬ضرورة‭ ‬واستدامة‭ ‬فتح‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية،‭ ‬وأن‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭ ‬وجميع‭ ‬أصحاب‭ ‬المجالس‭ ‬لن‭ ‬يتخلوا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬السنوية‭ ‬الحميدة‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬البحرين‭ ‬منذُ‭ ‬القدم،‭ ‬وذلك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬ودورها‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬والتآلف‭ ‬وصلة‭ ‬التراحم‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأثرها‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬والمعارف‭ ‬والأحاديث‭ ‬بين‭ ‬الحاضرين‭ ‬المشاركين‭.‬