فجر جديد

نواب البصمة

| إبراهيم النهام

استذكرت‭ ‬وأنا‭ ‬أشاهد‭ ‬إحدى‭ ‬حلقات‭ ‬المسلسل‭ ‬المصري‭ ‬الجميل‭ ‬الاختيار‭ ‬بنسخته‭ ‬الثانية،‭ ‬اختيار‭ ‬الناخب‭ ‬البحريني‭ ‬وهو‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية،‭ ‬وفي‭ ‬الورقة‭ ‬المطوية‭ ‬بيده‭ ‬“شخطة”‭ ‬ستحدد‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

مخرجات‭ ‬“الشخطة”‭ ‬هذه‭.. ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اثنين،‭ ‬إما‭ ‬ارتفاع‭ ‬مضطرد‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬حبوب‭ ‬الضغط‭ ‬والسكري،‭ ‬أو‭ ‬الجلوس‭ ‬بارتياح‭ ‬أمام‭ ‬شاشة‭ ‬“التاب”‭ ‬أو‭ ‬الهاتف‭ ‬والترديد‭ ‬بزهو‭ ‬“بيض‭ ‬الله‭ ‬وجهك”‭.‬

وكما‭ ‬كنت‭ ‬أؤكد‭ ‬بالسابق،‭ ‬ولا‭ ‬أزال،‭ ‬بأن‭ ‬النواب‭ ‬الحاليين‭ ‬والذين‭ ‬سبقوهم‭ ‬هم‭ ‬مخرجات‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني،‭ ‬وهم‭ ‬اختيار‭ ‬الناخب‭ ‬نفسه،‭ ‬والذي‭ ‬يتحمل‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬فشل‭ ‬أداء‭ ‬البرلمان‭ ‬أو‭ ‬نجاحه،‭ ‬لأنه‭ - ‬أي‭ ‬الناخب‭ - ‬بوابة‭ ‬العبور‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬أوصلت‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬هم‭ ‬الآن‭.‬

الناخب‭ ‬الكريم،‭ ‬مدعو‭ ‬لأن‭ ‬ينفض‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬غبار‭ ‬الفئوية‭ ‬والمصلحة‭ ‬والانجرار‭ ‬العاطفي،‭ ‬و”عطيت‭ ‬فلان‭ ‬كلمة”‭ ‬و”فلان‭ ‬له‭ ‬موقف‭ ‬معاي‭ ‬ما‭ ‬أنساه”‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أمور،‭ ‬وأن‭ ‬يوجه‭ ‬صوته‭ ‬الثمين‭ ‬لمن‭ ‬يستحقه‭ ‬بالفعل،‭ ‬لأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭ - ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والنفسية‭ - ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتحمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المحاباة،‭ ‬والمجاملة،‭ ‬والطبطبة‭ ‬على‭ ‬الأكتف،‭ ‬وتتطلب‭ ‬–‭ ‬بالمقابل‭ - ‬وصول‭ ‬الكفاءات‭ ‬وأصحاب‭ ‬المبادئ‭ ‬والكلمة‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬ينتظرها‭ ‬المواطنون‭.‬

أقولها‭ ‬ببساطة،‭ ‬إننا‭ ‬اكتفينا‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬البصمة،‭ ‬ونواب‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬الجلسات‭ ‬بعد‭ ‬أداء‭ ‬الصلاة،‭ ‬ونواب‭ ‬“الممتنع”‭ ‬و”الموافق”،‭ ‬واكتفينا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬الستة‭ ‬آلاف‭ ‬موقف‭ ‬ورأي،‭ ‬ونواب‭ ‬الصراخ‭ ‬والرعيد‭ ‬والوعيد‭.‬

نريد‭ ‬نواباً‭ ‬يكونون‭ ‬صوتاً‭ ‬حقيقيا‭ ‬للناس،‭ ‬يعبرون‭ ‬بمواقفهم‭ ‬كلها‭ ‬عن‭ ‬مطالبهم‭ ‬بشفافية،‭ ‬وصدق،‭ ‬وأمانة،‭ ‬ويفتحون‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم‭ ‬المكاتب‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬تتلقى‭ ‬طلبات‭ ‬المراجعين‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬والنهار،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬كثير؟‭.‬