سوالف

الإرهابيون وأكسجين وسائل التواصل الاجتماعي

| أسامة الماجد

طالب‭ ‬رجال‭ ‬استخبارات‭ ‬وأمن‭ ‬استراليون‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬وثائقي‭ ‬بمنصة‭ ‬“نتفليكس”‭ ‬بضرورة‭ ‬إزالة‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التحريضية‭ ‬والداعية‭ ‬إلى‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وإلزامها‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬عبر‭ ‬طرق‭ ‬قضائية‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬تشريع‭ ‬قوانين،‭ ‬وأوضح‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬المحرك‭ ‬الأول‭ ‬للإرهاب‭ ‬وتلويث‭ ‬عقول‭ ‬الشباب،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬بث‭ ‬البيانات‭ ‬التحريضية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬والعنف‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬والغربية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬واستهداف‭ ‬الشباب‭ ‬وتجنيدهم،‭ ‬مثل‭ ‬حسابات‭ ‬“الدواعش”‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬البطولات‭ ‬والشهادة‭ ‬المزورة‭ ‬للجنة‭ ‬بتعابير‭ ‬مختلفة‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يصدقها‭ ‬الشباب‭ ‬المنزوي‭ ‬و”الجاهز”‭ ‬لمشاريع‭ ‬التفجيرات،‭ ‬وقد‭ ‬عرض‭ ‬البرنامج‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬التفجير‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬والتخطيط‭ ‬لقتل‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬ودهسهم‭ ‬بالسيارات‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬وطنية،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شباب‭ ‬يافع‭ ‬تأثر‭ ‬بما‭ ‬قرأه‭ ‬وشاهده‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وأغرب‭ ‬حالة‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬هي‭ ‬لشاب‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬مسؤول‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العمليات،‭ ‬حيث‭ ‬حول‭ ‬غرفته‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬للاتصالات‭ ‬السرية‭.‬

وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تعتبر‭ ‬المدخل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدواعش‭ ‬والإخوان‭ ‬وعصابة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وغيرهم،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬خنق‭ ‬المداخل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬لشبابنا‭ ‬الحسابات‭ ‬المشبوهة‭ ‬والأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬والهجوم‭ ‬العدواني‭ ‬والغزو‭ ‬الفكري‭ ‬بعدما‭ ‬توغل‭ ‬العدو‭ ‬فعليا‭ ‬داخل‭ ‬دولنا،‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬شركات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تقوم‭ ‬حاليا‭ ‬بإزالة‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التحريضية‭ ‬والداعية‭ ‬إلى‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬فور‭ ‬بثها،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الحذف‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬كافيا‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬عقلية‭ ‬الشباب‭ ‬وجرهم‭ ‬إلى‭ ‬مستنقعات‭ ‬الضياع‭.‬

وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مليئة‭ ‬بالدعوات‭ ‬الدينية‭ ‬المتشددة‭ ‬والأفكار‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المتناثرة،‭ ‬فهي‭ ‬منبر‭ ‬لتحصيل‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعلومات‭ ‬الهدامة‭ ‬والتحرك‭ ‬ضد‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الإرهاب‭ ‬إلا‭ ‬بجهود‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬خصوصا‭ ‬شركات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأنها‭ ‬الأوكسجين‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬الإرهابيون‭.‬