قراءة في العلاقات السعودية الصينية
| د. طارق آل شيخان الشمري
تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا خلال الأيام الماضية من الرئيس الصيني، أكد فيه عمق العلاقات بين السعودية والصين، وعلينا أن نقرأ جيدا وبتمعن طبيعة العلاقة الصينية السعودية، ويمكن أن نختصر تلك العلاقة بنقاط موجزة، يستطيع معها القارئ إدراك ماهيتها.
النقطة الأولى هي أن العلاقة الاستراتيجية الصينية السعودية تمثل أحد أوجه رؤية الأمير محمد بن سلمان وهي رؤية 2030، فمن ركائز هذه الرؤية الاقتصاد، ومن ركائز الاقتصاد العالمي الصين.. إذا لابد من إقامة علاقة شراكة استراتيجية اقتصادية مع الصين، كما هو الأمر مع روسيا والهند واليابان، وفي هذا تنويع للعمل الاقتصادي وانفتاح على اقتصادات دول لم تكن لها حضوة اقتصادية كبيرة لدى الرياض بالسابق، ورؤية 2030 تتطلب أن تبحث الرياض عن كل شراكة اقتصادية مع أية دولة، تحقق لها رؤيتها الاقتصادية.
النقطة الثانية هي أن المارد السعودي خرج ليكون أحد أقوى عشرين اقتصادا بالعالم، وخرج ليقول إن منطقة الشرق العربي لن تكون بعد الآن حكرا على إيران وتركيا، وخرج ليقول إن العرب سيكونون أسياد الشرق العربي، في ظل خروج المارد المصري والمارد الإماراتي أيضا، وليكون هذا التحالف العربي الثلاثي علامة فارقة بالتاريخ العربي لحفظ أمن واستقرار وتطور وازدهار الأمة العربية، لهذا فإن التحالف والشراكة الاقتصادية مع الصين، وقبلها مع روسيا، سيجعل المارد السعودي لاعبا ومحركا بالاقتصاد العالمي.
النقطة الثالثة هي أن العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن ستكون مع شريكين إضافيين، من خلال بداية عهد شراكة استراتيجية سعودية صينية، وبداية عهد شراكة استراتيجية سعودية روسية، وبهذا فإن الرياض لن تعول على شراكة فردية مع واشنطن، بل على عدة شراكات استراتيجية مع أقوى اقتصاديات العالم، وبهذا، فإن أهمية الرياض بالنسبة لواشنطن سترتفع، كون هذا الحليف السعودي أصبح لاعبا دوليا ولديه شراكات مع دول عظمى.