رؤيا مغايرة

مسلسلات تغيب الحس الديني والمعاني الحقيقية للشهر الفضيل

| فاتن حمزة

لست‭ ‬من‭ ‬هواة‭ ‬إضاعة‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬مع‭ ‬تفاهات‭ ‬خصوصا‭ ‬بعض‭ ‬المسلسلات‭ ‬الخليجية،‭ ‬ولا‭ ‬أعني‭ ‬بهذا‭ ‬الكلام‭ ‬التعميم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المسلسلات،‭ ‬وعتبي‭ ‬على‭ ‬كثرتها‭ ‬وكثرة‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬التي‭ ‬ألهت‭ ‬الكثيرين،‭ ‬مغيبة‭ ‬عنهم‭ ‬الحس‭ ‬الديني‭ ‬والمعاني‭ ‬الحقيقية‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭.‬

شهر‭ ‬رمضان‭ ‬نعمة‭ ‬كبرى‭ ‬يقدرها‭ ‬حق‭ ‬قدرها‭ ‬المخلصون‭ ‬الصالحون‭ ‬الذين‭ ‬يتركون‭ ‬الشراب‭ ‬والطعام‭ ‬والتفاهات،‭ ‬ويتلذذون‭ ‬بطول‭ ‬القيام‭ ‬بعيون‭ ‬دامعة‭ ‬وقلوب‭ ‬خاشعة‭ ‬وألسنة‭ ‬صائمة‭ ‬عن‭ ‬الفحش،‭ ‬مشاهد‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نراها‭ ‬بذات‭ ‬الحجم‭ ‬والمسؤولية‭ ‬والحرص‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬

هناك‭ ‬جوانب‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفالها،‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬إيجابياته‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمورا‭ ‬عديدة‭ ‬وظواهر‭ ‬كثيرة‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬تحتاج‭ ‬لوقفة،‭ ‬لماذا‭ ‬يستثمر‭ ‬البعض‭ ‬شهر‭ ‬الروحانيات‭ ‬والعبادة‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الذنوب،‭ ‬مجاهرا‭ ‬بحربه‭ ‬لله‭ ‬ورسوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم،‭ ‬متناسيا‭ ‬قوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬“إِنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يُحِبُّونَ‭ ‬أَن‭ ‬تَشِيعَ‭ ‬الْفَ‍‍احِشَةُ‭ ‬فِي‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬لَهُمْعَذَابٌ‭ ‬أَلِيمٌ‭ ‬فِي‭ ‬الدُّنْيَا‭ ‬وَالْآخِرَةِ‭ ‬ۚ‭ ‬وَاللَّهُ‭ ‬يَعْلَمُ‭ ‬وَأَنتُمْ‭ ‬لَا‭ ‬تَعْلَمُونَ”‭.‬

لا‭ ‬يغيب‭ ‬عنا‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ ‬“عن‭ ‬أَبِي‭ ‬هُرَيْرَةَ‭ ‬قَالَ‭: ‬قَالَ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬صَلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬وَسَلَّم‭: ‬مَنْ‭ ‬صَامَ‭ ‬رَمَضَانَ‭ ‬إِيمَانًا‭ ‬وَاحْتِسَابًاغُفِرَ‭ ‬لَهُ‭ ‬مَا‭ ‬تَقَدَّمَ‭ ‬مِنْ‭ ‬ذَنْبِهِ”‭. ‬لنجعل‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬فرصة‭ ‬لمجاهدة‭ ‬النفس‭ ‬وتنقية‭ ‬القلب‭ ‬لنعيش‭ ‬شهرنا‭ ‬المبارك‭ ‬بقلوب‭ ‬تائبة‭ ‬منيبة،‭ ‬قاصدين‭ ‬وجه‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وغفرانه،‭ ‬فهي‭ ‬طاعة‭ ‬لمصلحة‭ ‬الجسد‭ ‬والنفس‭ ‬البشرية‭.‬

لن‭ ‬ننتفع‭ ‬من‭ ‬خيرات‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬وبركاته‭ ‬إن‭ ‬تزاحمت‭ ‬العادات‭ ‬لتفوق‭ ‬العبادات،‭ ‬عادات‭ ‬اللهو‭ ‬والرياء‭ ‬والتباهي‭ ‬والمفاخرة‭ ‬والمظاهر‭ ‬الشكلية‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬النوايا‭ ‬الصادقة‭ ‬الخالصة‭ ‬لله‭ ‬والطامعة‭ ‬بثوابه‭ ‬وغفرانه‭. ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬منا‭ ‬ومنكم‭ ‬الأعمال‭ ‬الصالحة‭ ‬ويرزقنا‭ ‬الإيمان‭ ‬والاحتساب‭ ‬في‭ ‬الصيام‭ ‬والقيام‭ ‬حتى‭ ‬نكون‭ ‬ممن‭ ‬تشملهم‭ ‬مغفرة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لما‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬ذنوبهم‭.‬