صور مختصرة

“الحبيبو يفرّح القليبو”

| عبدالعزيز الجودر

قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬لفتت‭ ‬انتباهنا‭ ‬كغيرنا‭ ‬فيديوهات‭ ‬التهافت‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬تسوق،‭ ‬والذي‭ ‬بدوره‭ ‬ربما‭ ‬يخلق‭ ‬إشكاليات‭ ‬أخرى‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬لدينا‭ ‬وفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬المتنوعة‭ ‬“لو‭ ‬ينهز‭ ‬السوق‭ ‬أمبط‭ ‬من‭ ‬كثرتها”،‭ ‬وحاضرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬ومن‭ ‬السهولة‭ ‬بمكان‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬نختاره‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬“بس‭ ‬المواطن‭ ‬اللي‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬وعلى‭ ‬راتبه‭ ‬أو‭ ‬معاشه‭ ‬الشهري‭ ‬لمشلخ‭ ‬يبي‭ ‬أشوية‭ ‬حبيبو‭ ‬علشان‭ ‬يفرّح‭ ‬القليبو”‭.‬

نعود‭ ‬إلى‭ ‬صلب‭ ‬موضوعنا،‭ ‬المطلوب‭ ‬تحديدا‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتهافتون‭ ‬على‭ ‬الشراء‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬ويتبعون‭ ‬أسلوب‭ ‬“لايم‭.. ‬لايم‭ ‬من‭ ‬هالأغراض”،‭ ‬نذكرهم‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬تترتب‭ ‬عليه‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬تضر‭ ‬من‭ ‬يمارسها،‭ ‬منها‭ ‬تذمر‭ ‬المستهلك‭ ‬المعتدل،‭ ‬كذلك‭ ‬يجر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يمارسه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬التخزين‭ ‬وارتفاع‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬وشغل‭ ‬مساحة‭ ‬في‭ ‬مخزن‭ ‬أو‭ ‬مطبخ‭ ‬المنزل،‭ ‬وأحيانا‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬إلى‭ ‬فساد‭ ‬السلع‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬التخزين‭.‬

لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استبدال‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬العقيمة‭ ‬بأخرى‭ ‬أكثر‭ ‬تحضرا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬المتقدم‭ ‬الذي‭ ‬يمتلكه‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬الشعب،‭ ‬ولتكن‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬للآخرين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬الخاطئ‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬حياتهم‭ ‬أسوة‭ ‬بالشعوب‭ ‬المتطورة‭ ‬“والله‭ ‬كفو‭ ‬عليهم‭ ‬الأجانب،‭ ‬يعجبوني‭ ‬في‭ ‬هذي‭ ‬الشي”‭.‬

الصورة‭ ‬الثانية

أحيانا‭ ‬تستوقفنا‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تتداول‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الفضيلة،‭ ‬كقيام‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬بتصوير‭ ‬ونشر‭ ‬الوجبات‭ ‬الغذائية‭ ‬محدودة‭ ‬الكمية‭ ‬على”عشرة‭ ‬أنفار”‭ ‬من‭ ‬الآسيويين‭ ‬البسطاء،‭ ‬سعر‭ ‬الواحدة‭ ‬منها‭ ‬“على‭ ‬ما‭ ‬أظن‭ ‬ما‭ ‬طوف‭ ‬الخمس‭ ‬ربيات‭ ‬كلها‭ ‬همزتين‭ ‬عيش‭ ‬ونتفة‭ ‬دياية‭ ‬وفردة‭ ‬سحه‭ ‬وعصير‭ ‬بونص‭ ‬ربيه‭ ‬وماي‭ ‬من‭ ‬لرخيص”،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬صدقة‭.‬

الفيديوهات‭ ‬الأخرى‭ ‬لبعض‭ ‬“بنات‭ ‬الديرة”‭ ‬يقمن‭ ‬بتصوير‭ ‬ما‭ ‬لذ‭ ‬وطاب‭ ‬من‭ ‬أطباق‭ ‬الفطور‭ ‬ونشرها‭ ‬عبر‭ ‬حساباتهم‭ ‬على‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭.‬

‭ ‬باختصار‭ ‬نقول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬المرفوض‭ ‬اجتماعيا‭ ‬ويتفاخر‭ ‬به‭ ‬“عيب‭ ‬عليكم،‭ ‬ويوزو‭ ‬عن‭ ‬هالطبع‭ ‬والركادة‭ ‬زينة‭ ‬يابوكم”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬