لمحات

مصابو كورونا

| د.علي الصايغ

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتأكد‭ ‬فيه‭ ‬إصابة‭ ‬فرد‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يجعله‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع‭ ‬باتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬من‭ ‬تباعد‭ ‬اجتماعي‭ ‬ولبس‭ ‬للكمامات‭ ‬وتعقيم‭ ‬اليدين‭ ‬وعدم‭ ‬التجمع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬احترازات،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬من‭ ‬حوله؛‭ ‬لأن‭ ‬الخطر‭ ‬أصبح‭ ‬حاضرًا‭ ‬وجليًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬لذا‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬والمعقول‭ ‬التهاون‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬ما‭ ‬يضمن‭ ‬السلامة‭ ‬له‭ ‬ولمن‭ ‬حوله‭.‬

إن‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يستغرقه‭ ‬مثلًا‭ ‬الذي‭ ‬تأكدت‭ ‬إصابته‭ ‬بالفيروس‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬المختص‭ ‬للبس‭ ‬الاسورة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الخاصة‭ ‬بتتبع‭ ‬المرضى‭ ‬وضمان‭ ‬التزامهم‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الموجبة‭ ‬أمانة‭ ‬في‭ ‬أعناق‭ ‬هؤلاء‭ ‬المصابين،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يستهتروا،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬ويلتقوا‭ ‬بالناس‭ ‬قبل‭ ‬ارتداء‭ ‬الاسورة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُعتبر‭ ‬تسببا‭ ‬متعمدا‭ ‬لنقل‭ ‬العدوى،‭ ‬وعملًا‭ ‬ذميمًا‭ ‬وقبيحًا،‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬موحد‭ ‬بالله،‭ ‬أو‭ ‬شخصية‭ ‬تتحلى‭ ‬بأدنى‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬الإنسانية‭. ‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬والتعامل‭ ‬معه‭ ‬وكأنه‭ ‬عارض‭ ‬صحي‭ ‬عادي‭ ‬وبسيط،‭ ‬ومحاولة‭ ‬التداوي‭ ‬الذاتية‭ ‬دون‭ ‬استشارة‭ ‬الطبيب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬أيضًا‭ ‬حياة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬إلى‭ ‬خطر‭ ‬كبير،‭ ‬ويجعله‭ ‬عرضة‭ ‬إلى‭ ‬الموت،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نشره‭ ‬العدوى‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬أسرته‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬مجتمعه،‭ ‬لذا‭ ‬اعتبرت‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬جميعًا‭ ‬أيامًا‭ ‬تثبت‭ ‬فيها‭ ‬حب‭ ‬الفرد‭ ‬لمجتمعه‭ ‬ووطنه،‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬عونًا‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬وليس‭ ‬مُساهمًا‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬نشره‭.‬