رؤيا مغايرة

التطعيم... وكلمة شكر لابد منها

| فاتن حمزة

من‭ ‬المؤسف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬البعض‭ ‬مترددا‭ ‬في‭ ‬أخذ‭ ‬التطعيم‭ ‬المضاد‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ - ‬19‭)‬،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬بتخويفهم‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬فعاليته‭.‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬المسألة‭ ‬محل‭ ‬تشكيك‭ ‬وإشاعات‭ ‬أو‭ ‬جدال،‭ ‬فكورونا‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مفتعلاً‭ ‬أو‭ ‬طبيعياً‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حقيقة‭ ‬ماثلة‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا،‭ ‬فالحريق‭ ‬عندما‭ ‬يشتعل‭ ‬لا‭ ‬عبرة‭ ‬بأسبابه‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬طبيعية‭ ‬أو‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل،‭ ‬فالمطلوب‭ ‬هو‭ ‬إطفاؤها‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أية‭ ‬مسألة‭ ‬أخرى‭.‬

المشككون‭ ‬الذين‭ ‬يتعامون‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬والتسابق‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التطعيم‭ ‬وأخذه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬سيجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬عزلة،‭ ‬نعم‭ ‬قد‭ ‬نوافق‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬قناعاته‭ ‬واعتقاده‭ ‬بنظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬اقتصر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬نتهمهم‭ ‬بالمؤامرة‭ ‬أكثر‭ ‬منا‭ ‬فهذا‭ ‬يدعونا‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قناعاتنا‭.‬

وقبل‭ ‬الختام‭ ‬هذه‭ ‬كلمة‭ ‬لابد‭ ‬منها‭.. ‬تحية‭ ‬شكر‭ ‬وإجلال‭ ‬وإكبار‭ ‬إلى‭ ‬جنود‭ ‬الخط‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬الذين‭ ‬نسوا‭ ‬راحتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬راحتنا،‭ ‬الكلمات‭ ‬لا‭ ‬توفيكم‭ ‬حقكم،‭ ‬فما‭ ‬تفعلونه‭ ‬هو‭ ‬دين‭ ‬سيعود‭ ‬إليكم‭. ‬أما‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬فالشكر‭ ‬موصول‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬ولا‭ ‬تستوعبها‭ ‬الكلمات،‭ ‬ونقدم‭ ‬التحية‭ ‬لكل‭ ‬الجنود‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يدخروا‭ ‬جهداً‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬فكم‭ ‬رأيناهم‭ ‬ومازلنا‭ ‬كخلية‭ ‬نحل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الغاية‭ ‬المنشودة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توفيها‭ ‬الكلمات‭.‬

نكرر‭ ‬شكرنا‭ ‬لجميع‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬بالصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬لمواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الكوادر‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الفحص‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬المختبرية‭ ‬ومتابعة‭ ‬نتائجها‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة،‭ ‬وبأقصى‭ ‬طاقة‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬ورعاية‭ ‬الحالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬نشكر‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الواعي‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬تحدي‭ ‬الفيروس‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬أخذ‭ ‬اللقاح‭ ‬واتباع‭ ‬الإرشادات‭ ‬والتعليمات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.‬