زبدة القول

مسلسل الاختيار وكشف تضليل الجماعة الإرهابية

| د. بثينة خليفة قاسم

سعت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬منذ‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬لأن‭ ‬ترسخ‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬فض‭ ‬اعتصام‭ ‬أعضائها‭ ‬ومؤيديها‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬رابعة‭ ‬العدوية‭ ‬هو‭ ‬محرقة‭ ‬للإخوان‭ ‬لكي‭ ‬تواصل‭ ‬سياسة‭ ‬المظلومية‭ ‬والتضليل‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬استدرار‭ ‬التعاطف‭ ‬وتجنيد‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭.‬

وقد‭ ‬استمات‭ ‬كتاب‭ ‬وأعضاء‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬سعيهم‭ ‬لجعل‭ ‬هذه‭ ‬الموقعة‭ ‬شيئا‭ ‬مقدسا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الجماعة،‭ ‬ووصفوا‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬خلالها‭ ‬بأنهم‭ ‬شهداء‭ ‬النهج‭ ‬الثابت‭ ‬لهذه‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يسقط‭ ‬منها‭ ‬شهيدا،‭ ‬وتظل‭ ‬تردد‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬غوبلز‭ ‬لكي‭ ‬تصبح‭ ‬كل‭ ‬الأكاذيب‭ ‬حقائق‭ ‬يرددها‭ ‬الكثيرون‭ ‬بلا‭ ‬وعي‭.‬

هذا‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬الرائع‭ ‬يكشف‭ ‬حجم‭ ‬التضليل‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬أبواق‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬وطنا‭ ‬ولا‭ ‬علما‭ ‬ولا‭ ‬حدودا،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬وثق‭ ‬الجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬سيناء‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬جزئه‭ ‬الأول‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لكي‭ ‬ينسف‭ ‬الكذبة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬نسجت‭ ‬حول‭ ‬موقعة‭ ‬رابعة‭ ‬العدوية‭ ‬ويظهر‭ ‬للعالم‭ ‬كمية‭ ‬السلاح‭ ‬والذخائر‭ ‬التي‭ ‬نقلها‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬لقتل‭ ‬ضباط‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الاعتصام‭ ‬الذي‭ ‬دبرته‭ ‬الجماعة‭ ‬وقامت‭ ‬بتوجيه‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬صدور‭ ‬الضباط‭ ‬والجنود‭.‬

لقد‭ ‬أحسن‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬عندما‭ ‬استخدموا‭ ‬اللقطات‭ ‬الحقيقية‭ ‬لعملية‭ ‬فض‭ ‬هذا‭ ‬الاعتصام‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتهم‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬الكبير‭ ‬بالتزوير‭ ‬أو‭ ‬المبالغة،‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬متابعو‭ ‬المسلسل‭ ‬ورأى‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يروا‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬كيف‭ ‬حاولت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الجريمة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬مقدسة‭ ‬وتحول‭ ‬الإرهابيين‭ ‬إلى‭ ‬شهداء‭. ‬اللقطات‭ ‬الحقيقية‭ ‬كشفت‭ ‬حجم‭ ‬الجريمة‭ ‬وحجم‭ ‬التضليل‭ ‬وكشفت‭ ‬الذين‭ ‬اختاروا‭ ‬الوطن‭ ‬والذين‭ ‬اختاروا‭ ‬الخيانة‭ ‬وطعن‭ ‬الوطن‭.‬