“الاختيار 2”... يفضح إرهاب عصابة الإخوان المسلمين
| أسامة الماجد
لا شك أن الفن يعكس روح العصر الذي أنتج فيه، لأنه وليد الحياة وانعكاس لها، وقد شغلت قضية الصلة بين الفن والحياة اهتمام النقاد والباحثين منذ القرن الخامس قبل الميلاد حتى الآن، وإن اختلفوا في بعض الجزئيات المتعلقة بهذا الموضوع إلا أنهم جميعا يكادون يجمعون على أن الفن وثيق الصلة بالحياة، فهو ثمرة من ثمراتها بل أحد حوافزها، لأنه لا يحكيها ولا يمثلها فحسب، بل يحقق وجودها وينزع بها إلى التجديد المستمر.
وتلعب الدراما التلفزيونية دورا مهما في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية من خلال المسلسلات التي تشعل في أرواحنا وعيا ساطعا بكل ما يدور حولنا، وبكل ما ينخر مجتمعنا من تناقضات لا أول لها ولا آخر، كما فعل المسلسل الجميل “الاختيار 2” في الحلقة الخامسة تحديدا حينما فضح وكشف جرائم عصابة الإخوان المسلمين الذين لم يمتثلوا لأوامر قوات الأمن المصرية عندما طلبت منهم إخلاء محيط مسجد رابعة العدوية وترك اعتصامهم، فبدلا من الامتثال للأوامر والانسحاب بهدوء وتحكيم العقل تمادوا في جرمهم وأمطروا قوات الأمن بوابل من الرصاص الحي وقنابل المولوتوف، وعاثوا في الأرض فسادا وإجراما وإرهابا وتخريبا، وسقط إثر ذلك العديد من الشهداء من قوات الأمن، وأظهرت الحلقة مشاهد ولقطات حية مروعة تكشف حقيقة هذه العصابة ونشاطها الرجعي الإرهابي في مصر العزيزة والوطن العربي، جماعة من الشياطين تحاول إنجاز المهمات المطلوبة منها بضرب الجبهات الداخلية للأوطان وعزلها عن بعضها البعض وحفر الخنادق بينها ومن ثم الانقضاض على الحكم بلهفة وشوق.
يوهمون الناس بالإصلاح والتقوى والورع وأنهم أصحاب رسالة ومبادئ وقيم وأخلاق، مع أن الأمر مخالف للحقيقة، فهؤلاء الإخوان انتهازيون وخونة من الطراز الأول ويتصرفون ضد القيم الإنسانية ومهمتهم تكوين وزرع المعسكرات الإرهابية والتحالفات الرجعية. الدراما التلفزيونية ورقة رابحة دائما، ومن الممكن تحقيق أكبر استفادة منها، إذا ما تم توظيفها بمثل هذه الصورة التي خرج فيها مسلسل “الاختيار” في جزءيه الأول والثاني.