فجر جديد

أجبن الجبناء

| إبراهيم النهام

‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬حملات‭ ‬تفتيش‭ ‬ورقابة‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والغذائية‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وغيره؟‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬ضوابط‭ ‬ومحاسبة‭ ‬لمن‭ ‬يحاول‭ ‬الاستثراء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬غيره؟‭ ‬أجزم‭ ‬بأن‭ ‬الجواب‭ ‬وبالبنط‭ ‬العريض‭.. ‬هو‭ (‬لا‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬أسعار‭ ‬فاحشة،‭ ‬والتي‭ ‬تزايدت‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬واختلافها‭ ‬“الواضح”‭ ‬من‭ ‬متجر‭ ‬لآخر‭ ‬لا‭ ‬يبعد‭ ‬عنه‭ ‬سوى‭ ‬مسافات‭ ‬قصيرة،‭ ‬وشكاوى‭ ‬الناس‭ ‬المستمرة،‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فجوة‭ ‬تسحب‭ ‬أموال‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

مسببات‭ ‬التاجر،‭ ‬وظروفه‭ ‬واستراتيجياته‭ ‬ورؤاه‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وخطط‭ ‬الجدوى‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬كلها‭ ‬أمور‭ ‬ومعادلات‭ ‬لا‭ ‬تخص‭ ‬المواطن‭ ‬قيد‭ ‬أنملة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬المكان،‭ ‬ومساحته،‭ ‬وحجمه،‭ ‬وعدد‭ ‬العمالة،‭ ‬قرارات‭ ‬تجارية،‭ ‬هدفها‭ ‬تعظيم‭ ‬الأرباح‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬فما‭ ‬شأننا‭ ‬نحن‭ ‬بذلك؟

إن‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬“بدون‭ ‬محد‭ ‬يحس”‭ ‬للسلع‭ ‬المعيشية‭ ‬اليومية،‭ ‬هي‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الجحود‭ ‬للدولة‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأموال‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬الناس‭ ‬بطرف‭ ‬عين،‭ ‬والذين‭ ‬لم‭ ‬يراعوا‭ ‬ظروف‭ ‬الجائحة‭ ‬ولا‭ ‬وضع‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤثرات‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المحاسبة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تطالهم‭ ‬وبالـ‭ ‬“الإنش”‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تجاوز،‭ ‬مثلهم‭ ‬مثل‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬المتجاوزين‭ ‬للقانون‭.‬

‭ ‬الفرح‭ ‬الغامر‭ ‬الذي‭ ‬انتاب‭ ‬بعض‭ ‬“الجراثيم”‭ ‬الهاربة‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬وبعض‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية،‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬المأجورة،‭ ‬وبعض‭ ‬الساسة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬ضد‭ ‬البحرين،‭ ‬يعكس‭ ‬العمالة‭ ‬والمتاجرة‭ ‬بالأوطان‭ ‬بأوضح‭ ‬صورها‭.‬

هذه‭ ‬“الجراثيم”‭ ‬التي‭ ‬تستميت‭ ‬للمتاجرة‭ ‬بسمعة‭ ‬بلادنا‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت،‭ ‬معتبرين‭ ‬ذلك‭ ‬أداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الضغط،‭ ‬والمساومة،‭ ‬هم‭ ‬“أجبن‭ ‬الجبناء”،‭ ‬والأجبن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يصفق‭ ‬لهم،‭ ‬ويراهم‭ ‬مثلا‭ ‬أعلى‭ ‬له،‭ ‬وكلهم‭ ‬بحال‭ ‬واحد،‭ ‬ومكان‭ ‬واحد،‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ‭.‬