سوالف

فلاسفة النظريات الخاطئة عن لقاح كورونا

| أسامة الماجد

تسير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬غير‭ ‬تقليدي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وتنتهج‭ ‬حكومتنا‭ ‬الموقرة‭ ‬عملية‭ ‬واعية‭ ‬منظمة‭ ‬أبهرت‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ويكفينا‭ ‬فخرا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬احتلت‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عربيا‭ ‬والسادس‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأسرع‭ ‬بالتطعيم‭ ‬ضد‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬حسب‭ ‬الإحصائيات‭ ‬بتطعيم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬السكان،‭ ‬وبنسبة‭ ‬34‭.‬45‭ % ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المملكة‭ ‬بالجرعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬اللقاح‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬16‭ ‬أبريل،‭ ‬ولكن‭ ‬الأرقام‭ ‬اليومية‭ ‬للحالات‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬تقارب‭ ‬الـ‭ ‬1000‭ ‬إصابة‭ ‬تؤكد‭ ‬الاستهتار‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وافتقادهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬والتنظيم‭ ‬والتصور‭ ‬الشمولي‭ ‬للمسألة‭ ‬برمتها،‭ ‬فالمسار‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وبإشراف‭ ‬ومتابعة‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أرقام‭ ‬الإصابات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬واضح‭ ‬بشكل‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المتعافين،‭ ‬فالأهداف‭ ‬والمضامين‭ ‬واضحة‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يستلزم‭ ‬ذلك‭ ‬أساسا‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والوعي‭ ‬والالتزام‭ ‬بكل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭. ‬

وهناك‭ ‬مسألة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬تصور‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬ديكارت‭ ‬الفيلسوف‭ ‬النافع‭ ‬الذي‭ ‬“يشرح‭ ‬ويفتي”‭ ‬للناس‭ ‬عن‭ ‬لقاح‭ ‬كورونا‭ ‬ويدعي‭ ‬المعرفة‭ ‬والمصلحة‭ ‬للجميع،‭ ‬فهذه‭ ‬الفئة‭ ‬السلبية‭ ‬ترسم‭ ‬وتصور‭ ‬للناس‭ ‬النظريات‭ ‬الخاطئة‭ ‬عن‭ ‬اللقاح،‭ ‬وتثرثر‭ ‬بما‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬علم،‭ ‬وترى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الضروري‭ ‬أخذ‭ ‬اللقاح‭ ‬وتنفث‭ ‬دخان‭ ‬الخوف‭ ‬والسموم‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬وهذا‭ ‬خطأ‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يفترض‭ ‬التساهل‭ ‬معه،‭ ‬فإن‭ ‬كنت‭ ‬غير‭ ‬مقتنع‭ ‬بأخذ‭ ‬اللقاح‭ ‬فهذا‭ ‬شأنك،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬تلبس‭ ‬معطف‭ ‬الدكتور‭ ‬وتدعي‭ ‬كثرة‭ ‬الاكتشافات‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬بيتك،‭ ‬لأن‭ ‬التطعيم‭ ‬يرفع‭ ‬نسبة‭ ‬المناعة‭ ‬عند‭ ‬الناس‭ ‬وينبغي‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الموضوع‭ ‬بجدية‭ ‬أكبر،‭ ‬وهو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭.‬