مُلتقطات

“التعليم الافتراضي”... حين تقود الكويتُ مِحرابه

| د. جاسم المحاري

يُجمع‭ ‬المعنيون‭ ‬وذوو‭ ‬الصلة‭ ‬بالجيل‭ ‬الرقمي،‭ ‬بأنّ‭ ‬التعليم‭ ‬الافتراضي‭ ‬يُعدّ‭ ‬إضافة‭ ‬“ثورية”‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬اكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬مُتعاظمة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬التطوّر‭ ‬البشري‭ ‬والوعي‭ ‬المُتصاعد‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬العالم‭ ‬ذروته‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬الزِحام‭ ‬المحموم‭ ‬لإنتاج‭ ‬التقنيات‭ ‬البرمجية‭ ‬والتطبيقات‭ ‬التعليمية‭ ‬لكل‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬يوفر‭ ‬حيوية‭ ‬داخل‭ ‬الفصول‭ ‬ومرونة‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأوقات‭ ‬الدراسية‭ ‬وانسيابية‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬التحديثات‭ ‬الفورية‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬المستخدمة‭ ‬التي‭ ‬تُتيح‭ ‬الحلول‭ ‬للمتعلمين،‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬تفاعلهم‭ ‬أثناء‭ ‬المواقف‭ ‬التعليمية‭ ‬وتساعدهم‭ ‬على‭ ‬فهمها‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬إبداعية‭ ‬وبيئات‭ ‬جاذبة؛‭ ‬تُنهي‭ ‬ازدحام‭ ‬الفصول‭ ‬وتختصر‭ ‬الأوقات‭ ‬وتُقلّل‭ ‬التكاليف‭ ‬وتُنوّع‭ ‬المحتويات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬التعليمات‭ ‬والإرشادات‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬عمليتي‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬بأهميته‭ ‬والإقبال‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬انخفاض‭ ‬تكاليف‭ ‬نفقاته‭ - ‬للموظفين‭ ‬والدارسين‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭ - ‬وإتاحته‭ ‬الفرص‭ ‬الوافرة‭ ‬للراغبين‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬المستهدفة‭ ‬التي‭ ‬تتشارك‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬الخبرة‭ ‬والتّعلم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تأثيراته‭ ‬الواضحة‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬عقبتي‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭.‬

حَدَثُ‭ ‬الملتقى‭ ‬التربوي‭ ‬الخليجي‭ ‬الافتراضي‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬“مدرسة‭ ‬العصماء‭ ‬بنت‭ ‬الحارث”‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“التعليم‭ ‬الافتراضي‭ ‬مقدمة‭ ‬لتعليم‭ ‬جديد”‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬لثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬متوالية‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الخليجية‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬زماني‭ ‬واحد‭ ‬رغم‭ ‬تباعُد‭ ‬الجغرافيا‭ ‬بينهم،‭ ‬حتى‭ ‬استطاعت‭ ‬أنْ‭ ‬تخلُق‭ ‬عالماً‭ ‬اصطناعياً‭ ‬نقل‭ ‬تجارب‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬بكامل‭ ‬معلوماتها‭ ‬ومتعدد‭ ‬خبراتها‭ ‬وأبرز‭ ‬استشرافاتها‭ ‬النظرية‭ ‬والتطبيقية‭ ‬للتعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بصورة‭ ‬تفاعلية‭ ‬جاذبة‭ ‬بمحاورها‭ ‬الثلاث‭ ‬عبر‭ ‬تمثيل‭ ‬حاسوبي‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬التي‭ ‬تطرّق‭ ‬ممثلوها‭ ‬لأبعاد‭ ‬ومتطلبات‭ ‬التعليم‭ ‬المُزاول‭ ‬في‭ ‬بلدانهم،‭ ‬التي‭ ‬تُغْرَق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬دائرة‭ ‬المُتعلمين‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬مُحاكاة‭ ‬تتغير‭ ‬فيها‭ ‬السيناريوهات‭ ‬وتختلف‭ ‬عندها‭ ‬الفروض‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬الفهم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وتُحفز‭ ‬على‭ ‬التجريب‭ ‬والتعلم،‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬والمشاركة‭ ‬داخل‭ ‬غرف‭ ‬الدراسة‭ ‬بمختلف‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬وما‭ ‬قبله‭. ‬

نافلة‭: ‬

أضحت‭ ‬“افتراضية”‭ ‬المُعلم‭ ‬والمُتعلم،‭ ‬من‭ ‬الضرورات‭ ‬الحتمية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬“الرقمنة”‭ ‬الحالي‭ ‬بعد‭ ‬طرح‭ ‬أعرق‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬العالمية‭ ‬خيارات‭ ‬بديلة‭ ‬لمساقاتها‭ ‬التقليدية‭ ‬بمساقات‭ ‬تعليمية‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬افتراضية‭ ‬تُعين‭ ‬قُطبَي‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬وتؤكد‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬والتدريب‭ ‬وإنجاز‭ ‬الواجبات‭ ‬والتقييمات‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬والفيديو‭ ‬والكتب‭ ‬الإلكترونيّة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬التي‭ ‬ألغت‭ ‬إحساس‭ ‬فوارق‭ ‬الواقعين‭ ‬الحقيقي‭ ‬والافتراضي‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أجملته‭ ‬توصيات‭ ‬الملتقى‭ ‬التربوي‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬كوادر‭ ‬“نسوية”‭ ‬كويتية‭ ‬خالصة‭ ‬خلال‭ ‬فترتي‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء‭ ‬باحترافية‭ ‬ومهنية‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬طوال‭ ‬أيامه،‭ ‬فهنيئاً‭ ‬للشقيقات‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الباهر‭.‬