قهوة الصباح

شكرا لجلالة الملك والعيد عيدان

| سيد ضياء الموسوي

قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬قانون‭ ‬مهم،‭ ‬لعله‭ ‬يكون‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬السياسة‭ ‬الهائج،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬استثمرنا‭ ‬الرسالة‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نلقي‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭ ‬قنابل‭ ‬دخانية‭ ‬من‭ ‬خطابات‭ ‬الخارج‭ ‬تحجب‭ ‬رؤية‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬حكمة‭.‬

قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬إذا‭ ‬أحسنا‭ ‬القراءة‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬لكسر‭ ‬النظارة‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬ركبت‭ ‬على‭ ‬عيوننا‭ ‬منذ‭ ‬سنين،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬تتسع‭ ‬عندما‭ ‬نتخمها‭ ‬بالأحلام‭ ‬الرومانسية‭. ‬القانون،‭ ‬وتاريخ‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬لسنين‭ ‬طويلة‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬للمراجعة‭ ‬لنا،‭ ‬وإعادة‭ ‬التقييم‭ ‬للاداء‭ ‬السياسي‭ ‬للجمعيات،‭ ‬ولإزالة‭ ‬فتيل‭ ‬القنابل‭ ‬والإلغام‭ ‬الفكرية‭ ‬المختبئة‭ ‬تحت‭ ‬مضمرات‭ ‬خطاب‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭. ‬افصلوا‭ ‬الإسلام‭ ‬العظيم‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬سينجو‭ ‬الإسلام‭ ‬وستتحرر‭ ‬السياسة‭ ‬من‭ ‬الإحلام‭ ‬واليوتوبيا‭. ‬

هذه‭ ‬دعوات‭ ‬لإعادة‭ ‬التقييم‭ ‬لمرحلة‭ ‬مثخنة‭ ‬بالأوجاع،‭ ‬وأن‭ ‬نسعى‭ ‬لتقييم‭ ‬الأداء‭ ‬السياسي‭. ‬السياسة‭ ‬ليست‭ ‬عنادا،‭ ‬ولا‭ ‬دفع‭ ‬فواتير‭ ‬باهظة‭ ‬ولا‭ ‬زج‭ ‬زهور‭ ‬شبابية‭ ‬لطاحونة‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬أو‭ ‬المنفى‭. ‬هؤلاء‭ ‬أبناؤنا‭ ‬الصغار،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬عليهم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬حطب‭ ‬المحارق‭. ‬بإمكان‭ ‬أن‭ ‬نغير‭ ‬الأخطاء‭ ‬بأقل‭ ‬التكاليف،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬لشعار‭ ‬سياسي‭ ‬كارثي‭ ‬يذهب‭ ‬ضحيته‭ ‬شاب‭ ‬برمج‭ ‬عقله‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم،‭ ‬فيكون‭ ‬ضحية‭ ‬الشعار‭. ‬

اطلب‭ ‬الحقوق،‭ ‬فهذا‭ ‬حق‭ ‬دون‭ ‬لبس‭ ‬ثوب‭ ‬عنترة‭ ‬بن‭ ‬شداد،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬انتفاخ‭ ‬الأوداج‭ ‬أو‭ ‬صراخ‭ ‬المكبرات،‭ ‬فالرعد‭ ‬يقرع‭ ‬الآذان،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬يثمر‭ ‬هو‭ ‬المطر‭ ‬رغم‭ ‬هدوئه‭ ‬وصمته‭. ‬في‭ ‬2002‭ ‬بعد‭ ‬نزولي‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬كتبت‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭: ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬مع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي‭. ‬ومنذ‭ ‬ذاك‭ ‬اليوم،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنهج‭ ‬وهذا‭ ‬المنهج‭ ‬يحمل‭ ‬شحنات‭ ‬وطنية‭ ‬وإيمانا‭ ‬بالمشروع‭ ‬وولاءً‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬وأيضا‭ ‬خدمت‭ ‬الناس‭ ‬بصور‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬ترافع‭ ‬عن‭ ‬ملفات‭ ‬معقدة‭ ‬معيشية‭ ‬من‭ ‬وظائف‭ ‬وإسكان‭ ‬وشهادات‭ ‬جامعية‭ ‬كشهادة‭ ‬النيلين‭ ‬ومن‭ ‬تبني‭ ‬لقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭.‬

ودخلت‭ ‬معارك‭ ‬مع‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬لإنجاح‭ ‬الملف‭ ‬في‭ ‬سنين‭ ‬مختلفة‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الشورى،‭ ‬لم‭ ‬أصوت‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬تعديل‭ ‬التقاعد‭ ‬وكتبت‭ ‬رؤيتي،‭ ‬وانتقدت‭ ‬وزارات‭ ‬ووزراء‭ ‬وخضت‭ ‬معارك‭ ‬صحافية‭ ‬لأجل‭ ‬الناس‭ ‬والوطن‭ ‬وحبا‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭.‬

قمت‭ ‬بكل‭ ‬ذلك،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أنا‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬ومازلت‭ ‬مؤمنا‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ومازلت‭ ‬أخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬بوطنية‭ ‬ووسطية‭ ‬واعتدال‭.‬

السياسي‭ ‬الوطني‭ ‬القوي‭ ‬هو‭ ‬المفكر‭ ‬والمثقف‭ ‬ورجل‭ ‬الدين‭ ‬والمهندس‭ ‬والطبيب‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬الترافع‭ ‬بتوازن‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والقيادة‭ ‬وهموم‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يربك‭ ‬الساحة‭ ‬أو‭ ‬يسقط‭ ‬الأسقف‭ ‬أو‭ ‬يدفع‭ ‬الناس‭ ‬فواتير‭ ‬سياسية‭ ‬باهظة‭. ‬ليس‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬صواب‭ ‬دائم‭ ‬ولا‭ ‬مثالية‭ ‬ولا‭ ‬كمال،‭ ‬لكن‭ ‬بإمكاننا‭ ‬أن‭ ‬ندعم‭ ‬الوطن‭ ‬والقيادة‭ ‬وحقوق‭ ‬المجتمع‭ ‬بالأطر‭ ‬الدستورية‭ ‬والقانون‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬بالمشاركة‭ ‬وبسياسة‭ ‬الخطوة‭ ‬خطوة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬إسعاد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ندخله‭ ‬في‭ ‬مغامرات‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭. ‬شكرا‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬الإفراجات،‭ ‬وتفعيل‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬عيدين‭ ‬لجميع‭ ‬المجتمع‭.‬