فجر جديد

مرضى التوحد... الاهتمام الحالي لا يكفي

| إبراهيم النهام

1500‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد،‭ ‬أغلبهم‭ ‬حديثو‭ ‬السن،‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬كلفة‭ ‬علاجهم‭ ‬الشهرية‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وترتفع‭ ‬إلى‭ ‬700‭ ‬دينار‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أضيفت‭ ‬لها‭ ‬مصاريف‭ ‬التعليم‭ ‬باهظة‭ ‬الكلفة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬ينتظر‭ ‬بألم،‭ ‬وفي‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬للالتحاق‭ ‬بمراكز‭ ‬التأهيل‭ ‬المحدودة‭ ‬أصلا،‭ ‬والتي‭ ‬يشكو‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬رسومها‭ ‬بشكل‭ ‬فاحش،‭ ‬ومن‭ ‬الصعوبات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يعانيها‭ ‬أبناؤهم،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدمج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬الآخرين‭ ‬لهم‭.‬

وأسرد‭ ‬هنا‭ ‬احتياجات‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬الغالية‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً،‭ ‬والذين‭ ‬ازدادوا‭ ‬توحداً‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كورونا،‭ ‬وهي‭ ‬ملاحظات‭ ‬رسمها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬وذوي‭ ‬الشأن‭ ‬والعلاقة‭ ‬ومن‭ ‬ذوي‭ ‬المرضى‭ ‬أنفسهم،‭ ‬ولا‭ ‬تلغي‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية،‭ ‬لكنها‭ ‬تمثل‭ ‬إضافة‭ ‬لها‭. ‬أولا‭: ‬عدم‭ ‬فصل‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬المبكرة‭ ‬عن‭ ‬أقرانهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي،‭ ‬واستحداث‭ ‬مبان‭ ‬لذوي‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الدمج‭ ‬التدريجي‭ ‬وارتقاء‭ ‬السلم‭ ‬التعليمي‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬ومرن‭. ‬ثانيا‭: ‬تفعيل‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الدمج‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص،‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭. ‬ثالثا‭: ‬منح‭ ‬رخص‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬يسر‭ ‬للمدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬القائمة‭ ‬والمستعدة‭ ‬لاستقبال‭ ‬التوحديين‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والثانوية‭. ‬رابعا‭: ‬تخصيص‭ ‬مقاعد‭ ‬مدعومة‭ ‬حكومية‭ ‬ومجانية‭ ‬لذوي‭ ‬التوحد‭ ‬المتميزين‭ ‬أكاديميا‭ ‬للمراحل‭ ‬الجامعية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الدعم‭ ‬الملائم‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭.‬

خامسا‭: ‬إيجاد‭ ‬مراكز‭ ‬تأهيل‭ ‬وتشغيل‭ ‬حكومية‭ ‬لشباب‭ ‬التوحد‭. ‬سادسا‭: ‬رصد‭ ‬إحصائية‭ ‬وطنية‭ ‬مستمرة‭ ‬لذوي‭ ‬التوحد‭ ‬بالعدد‭ ‬الحقيقي‭ ‬الشامل‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ (‬الأطفال‭ - ‬الشباب‭ ‬اليافعون‭ - ‬كبار‭ ‬السن‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تمكن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬والأهلية‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬اللازمة‭ ‬لخدمة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المُقبلة‭. ‬سابعا‭: ‬زيادة‭ ‬المخصص‭ ‬المالي‭ ‬المرصود‭ ‬لفئة‭ ‬التوحد،‭ ‬لتمكين‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬والرعاية‭ ‬التأهيلية‭ ‬اللازمة‭ ‬لهم‭. ‬ثامنا‭: ‬أولوية‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬طوارئ‭ ‬السلمانية،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬غرفة‭ ‬خاصة‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬سلامة‭ ‬وكرامة‭ ‬التوحدي‭ ‬ومرافقيه‭. ‬

تاسعا‭: ‬مراكز‭ ‬مجانية‭ ‬للتدخل‭ ‬المبكر‭ ‬بطاقة‭ ‬استيعابية‭ ‬معقولة،‭ ‬لتقليل‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار‭.‬

عاشرا‭: ‬تخصيص‭ ‬مدرسة‭ ‬وطنية‭ ‬حكومية‭ ‬للتوحد،‭ ‬أسوة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬وأخيرا‭ ‬تجهيز‭ ‬مركز‭ ‬طوارئ‭ ‬للحالات‭ ‬المتعسرة‭ ‬لذوي‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬المرض‭ ‬أو‭ ‬وفاة‭ ‬المعيل‭ ‬للإقامة‭ ‬الدائمة‭. ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬