أهمية إدارة المخلفات

| عبدعلي الغسرة

تنتج‭ ‬المخلفات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النشاطات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويجب‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وصحته‭ ‬ولسلامة‭ ‬البيئة‭ ‬ونظافة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬بجمعها‭ ‬ونقلها‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬لها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التخلص‭ ‬منها،‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬إيجابيًا‭ ‬بأشكالها‭ ‬الصلبة‭ ‬والسائلة‭ ‬والغازية‭ ‬بإعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬حياتية‭ ‬معينة،‭ ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬تتقن‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬وتهتم‭ ‬بإعادة‭ ‬تدويرها،‭ ‬وبعضها‭ ‬يقوم‭ ‬بدفنها‭ ‬بطريقة‭ ‬جيدة‭ ‬ونظيفة‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وصحته‭ ‬وبيئته،‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬تقوم‭ ‬بدفنها‭ ‬بطرق‭ ‬سلبية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تبعثر‭ ‬الفضلات‭ ‬واجتذاب‭ ‬الحشرات‭ ‬وانبعاث‭ ‬الغاز‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انبعاث‭ ‬الرائحة‭ ‬وقتل‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي،‭ ‬كما‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تسخين‭ ‬طبقة‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬ثقب‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭.‬

وتختلف‭ ‬طريقة‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المخلفات‭ ‬بحسب‭ ‬نوعية‭ ‬المادة،‭ ‬فالمواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬بأنواعها‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬نسبيًا،‭ ‬أما‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬والحواسيب‭ ‬الآلية‭ ‬فتدويرها‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬وذلك‭ ‬لحاجتها‭ ‬للتفكيك‭ ‬والفصل‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬ويمكن‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المواد‭ ‬العضوية‭ ‬كالنباتات‭ ‬وفضلات‭ ‬الطعام‭ ‬والمنتجات‭ ‬الورقية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬سماد‭ ‬بيولوجي‭ ‬للزراعة‭ ‬والغاز‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬وقود‭. ‬

وأهم‭ ‬طريقة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬إنتاجها،‭ ‬واستعمال‭ ‬المنتجات‭ ‬المستعملة‭ ‬وتصليح‭ ‬العاطل‭ ‬منها،‭ ‬واستخدام‭ ‬الأكواب‭ ‬والأواني‭ ‬والملاعق‭ ‬متعددة‭ ‬الاستعمال‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وتختلف‭ ‬طرق‭ ‬جمع‭ ‬النفايات‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬فبعض‭ ‬الحكومات‭ ‬تفرض‭ ‬ضرائب‭ ‬بحسب‭ ‬حجم‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬حجم‭ ‬نفاياتها،‭ ‬ولتسهيل‭ ‬جمع‭ ‬النفايات‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬حاويات‭ ‬متعددة‭ ‬الاستعمال،‭ ‬إحداها‭ ‬للقمامة‭ ‬القابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬والأخرى‭ ‬للمواد‭ ‬العضوية‭ ‬والثالثة‭ ‬للنفايات‭ ‬العامة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬مُنتشرًا‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وتقوم‭ ‬البلدية‭ ‬بالبحرين‭ ‬بوضع‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬لوضع‭ ‬المخلفات‭ ‬فيها،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬ولسلامة‭ ‬البيئة‭ ‬المجتمعية‭ ‬يحرص‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬الأكياس‭ ‬التي‭ ‬توزعها‭ ‬البلدية‭.‬

وقد‭ ‬أصدر‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬قرارًا‭ ‬بشأن‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات‭ ‬الخطرة‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بطريقة‭ ‬سليمة‭ ‬وآمنة‭ ‬ومستدامة‭ ‬ولمنع‭ ‬انتشار‭ ‬آثارها‭ ‬الجانبية،‭ ‬ومنها‭ ‬“التزام‭ ‬منتجي‭ ‬المخلفات‭ ‬الخطرة‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬معدل‭ ‬تولد‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬ومعداتها‭ ‬واتباع‭ ‬التقنية‭ ‬النظيفة‭ ‬واختيار‭ ‬البدائل‭ ‬والمواد‭ ‬الأولية‭ ‬الأقل‭ ‬ضررًا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬والبيئة”‭.‬