صور مختصرة

لا خير في المال ما لم يعز صاحبه ويسعد الفقراء

| عبدالعزيز الجودر

نحن‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليكم‭ ‬بالخير‭ ‬والغفران‭ ‬والتسامح‭ ‬والمحبة‭ ‬والتراحم‭ ‬والتكافل،‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نلتفت‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬البسطاء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬والفقراء‭ ‬والمعسرين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الحاجة‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الديرة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬إلا‭ ‬بصعوبة،‭ ‬وذلك‭ ‬بتقديم‭ ‬ما‭ ‬تجود‭ ‬به‭ ‬الأنفس‭ ‬والسعي‭ ‬لتذليل‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭.‬

تلك‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المحلي‭ ‬الموجودة‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬وقرية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أولئك‭ ‬المتعففين‭ ‬تغمرهم‭ ‬الفرحة‭ ‬والسرور‭ ‬والسعادة‭ ‬بمجرد‭ ‬حلول‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬المباركة،‭ ‬وأملهم‭ ‬دائما‭ ‬بالخالق،‭ ‬ويتطلعون‭ ‬لأن‭ ‬يبادر‭ ‬الأغنياء‭ ‬والميسورون‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬وفاعلو‭ ‬الخير‭ ‬بطرق‭ ‬أبواب‭ ‬منازلهم‭ ‬وتقديم‭ ‬“المقسوم”‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬تصريف‭ ‬شؤون‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭ ‬وتفريج‭ ‬الكرب‭ ‬عنهم،‭ ‬سواء‭ ‬مساهمة‭ ‬مادية‭ ‬“محطوطه‭ ‬في‭ ‬أبقش”‭ ‬أو‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬أو‭ ‬أجهزة‭ ‬كهربائية‭ ‬أو‭ ‬احتياجات‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬ينتظرون‭ ‬من‭ ‬يساهم‭ ‬فيها،‭ ‬فوق‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلهم‭ ‬تلك‭ ‬العطايا‭ ‬والصدقات‭ ‬وهم‭ ‬“مكرمين‭ ‬معززين”‭ ‬في‭ ‬أماكنهم،‭ ‬رغم‭ ‬ظروفهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يلجأوا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬بمد‭ ‬أياديهم‭ ‬طلبا‭ ‬للمساعدة‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الضرورية‭.‬

أهل‭ ‬الكرم‭ ‬والجود‭ ‬أعدادهم‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬بمختلف‭ ‬أطيافهم‭ ‬وشرائحهم‭ ‬وأسماء‭ ‬عائلاتهم‭ ‬البحرينية،‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء،‭ ‬“كثر‭ ‬الله‭ ‬أمثالهم”،‭ ‬فهم‭ ‬أهل‭ ‬عطاء‭ ‬وسخاء‭ ‬وإحسان‭ ‬وفخر‭ ‬للبحرين‭.‬

لكننا‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتكلم‭ ‬بالواقع‭ ‬كي‭ ‬نكون‭ ‬أكثر‭ ‬شفافية‭ ‬وصدقا‭ ‬فيما‭ ‬ذهبنا‭ ‬إليه،‭ ‬حيث‭ ‬نرصد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬بالأموال‭ ‬الطائلة‭ ‬والخير‭ ‬الوفير‭ ‬من‭ ‬طبقة‭ ‬الأغنياء‭ ‬“هاذوله‭ ‬مول‭ ‬ما‭ ‬يصخون‭ ‬بأدنات‭ ‬الدون”‭ ‬نحو‭ ‬المحتاجين‭ ‬من‭ ‬بسطاء‭ ‬الديرة‭ ‬إلا‭ ‬نادرا،‭ ‬ولا‭ ‬يهتمون‭ ‬بالفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬“ولا‭ ‬على‭ ‬جبدهم‭ ‬خبر”،‭ ‬شغلهم‭ ‬المتواصل‭ ‬وهمهم‭ ‬الأكبر‭ ‬جمع‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬الضخمة‭ ‬وتكديسها،‭ ‬ولا‭ ‬كأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يئن‭ ‬من‭ ‬أوضاعه‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعهم‭ ‬البحريني،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يعز‭ ‬صاحبه‭ ‬ويسعد‭ ‬الفقراء‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬