توجيهات جلالة العاهل... للصيادين عرفان

| عادل عيسى المرزوق

بالتأكيد،‭ ‬كان‭ ‬ملف‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الشخصي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وحين‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بدعم‭ ‬الصيادين‭ ‬وتلبية‭ ‬كافة‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرارهم‭ ‬الأسري،‭ ‬فذلك‭ ‬كله‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بمختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭.‬

ولنعد‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬حين‭ ‬عقد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لقاءً‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬لاستهداف‭ ‬لأرواحهم‭ ‬وأرزاقهم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية،‭ ‬وفيه‭ ‬أكد‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬الصيادين‭ ‬محفوظ‭ ‬ولن‭ ‬يضيع‭ ‬وسيقوم‭ ‬الجميع‭ ‬بالواجب‭ ‬تجاههم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬قضاياهم‭ ‬ومساعدتهم،‭ ‬وما‭ ‬يسعدنا‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬الوزير‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الممارسات‭ ‬القطرية،‭ ‬ساق‭ ‬مغاصات‭ ‬عرف‭ ‬بها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬منها‭ ‬نيوه‭ ‬الرميحي،‭ ‬نيوه‭ ‬المعاودة،‭ ‬نيوه‭ ‬العماري،‭ ‬هير‭ ‬بالخرب،‭ ‬هير‭ ‬أم‭ ‬العرشان،‭ ‬هير‭ ‬بن‭ ‬زيان،‭ ‬فشت‭ ‬الديبل،‭ ‬وهو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬كوكب،‭ ‬كانت‭ ‬تذهب‭ ‬له‭ ‬سفن‭ ‬الغوص‭ ‬البحرينية‭ ‬للتزود‭ ‬بالماء،‭ ‬وهي‭ ‬مناطق‭ ‬بحرينية‭ ‬مارس‭ ‬فيها‭ ‬الصيادون‭ ‬مهنتهم‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭.‬

إذن،‭ ‬لقد‭ ‬مثلت‭ ‬قضية‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬واستهدافهم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬ومتكرر‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة‭ ‬تتمحور‭ ‬على‭ ‬دوافع‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الاستهداف‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬أرزاقهم،‭ ‬وشغلت‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬شريحة‭ ‬الصيادين‭ ‬هي‭ ‬فئة‭ ‬توارثت‭ ‬المهنة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أبًا‭ ‬عن‭ ‬جد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المتكاتف‭ ‬المتعاضد‭ ‬يشد‭ ‬أزر‭ ‬بعضه‭ ‬بعض،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬ونحن‭ ‬رأينا‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬للصيادين‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬اهتمامات‭ ‬القيادة‭.. ‬فجلالة‭ ‬الملك‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يتابع‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬زواياه،‭ ‬ويتواصل‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬ويطمئن‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬الصيادين‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬لضرر‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للسجن‭ ‬والتوقف‭ ‬لمدد‭ ‬مختلفة‭ ‬ودفعوا‭ ‬غرامات‭ ‬الأحكام‭ ‬المستغربة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬جارة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يتسلم‭ ‬قاربه‭ ‬المحتجز‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬لمدد‭ ‬طالت‭ ‬إلى‭ ‬شهور،‭ ‬فكيف‭ ‬يعيش‭ ‬هذا‭ ‬الصياد‭ ‬وقاربه‭ ‬مصدر‭ ‬رزقه‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬يده؟‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬توقيف‭ ‬العمال‭ ‬الوافدين‭ ‬العاملين‭ ‬لدى‭ ‬الصيادين‭ ‬وتسفيرهم‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لا‭ ‬للجانب‭ ‬الإنساني‭ ‬ولا‭ ‬الأخوي‭ ‬ولا‭ ‬الإداري‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬قوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬لها‭ ‬الجانب‭ ‬المضيء‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬الفرحة‭ ‬والسرور‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الصيادين‭ ‬وذويهم‭ ‬بل‭ ‬بلغت‭ ‬الفرحة‭ ‬بيوت‭ ‬كل‭ ‬البحرينيين‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المفاصل،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬نكرر‭ ‬ونشكر‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬اهتمام‭ ‬قيادتنا‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬بتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬الأكثر‭ ‬تميزًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬صغير،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الجائحة،‭ ‬فالعيش‭ ‬الكريم‭ ‬والاستقرار‭ ‬وسعادة‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬عهدناه‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬“بوسلمان”،‭ ‬ومن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬كما‭ ‬قلت،‭ ‬يقدم‭ ‬أروع‭ ‬صور‭ ‬التكاتف‭ ‬والتلاحم‭.‬