سوالف

حتى لو انطفأت مصابيح السماء... سأبقى سعيدا

| أسامة الماجد

نبتة‭ ‬السعادة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬إنسان،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬وإمدادها‭ ‬بماء‭ ‬الفكر‭ ‬الإيجابي‭ ‬وظل‭ ‬نور‭ ‬الأمل،‭ ‬فنحن‭ ‬من‭ ‬نعبر‭ ‬طريق‭ ‬الحياة‭ ‬مسرعين‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬بلا‭ ‬عودة،‭ ‬فلماذا‭ ‬نتوقف‭ ‬في‭ ‬معابد‭ ‬الحزن‭ ‬المهجورة‭ ‬منتظرين‭ ‬أنفاسنا‭ ‬الأخيرة،‭ ‬يقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الهندي‭ ‬الرائع‭ ‬سادغورو‭ ‬“حتى‭ ‬لو‭ ‬تنطفئ‭ ‬مصابيح‭ ‬السماء،‭ ‬ابق‭ ‬سعيدا‭ ‬ولا‭ ‬تحزن،‭ ‬ومن‭ ‬يفعل‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬أوقظ‭ ‬الروح‭ ‬العظيمة”‭.‬

كل‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬دايل‭ ‬كارنيغي‭ ‬يرنو‭ ‬إلى‭ ‬السعادة،‭ ‬وثمة‭ ‬طريق‭ ‬مضمونة‭ ‬تفضي‭ ‬إليها،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أفكارك،‭ ‬فالسعادة‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬الخارجية،‭ ‬بل‭ ‬جل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬داخلية‭ ‬النفس،‭ ‬والسعادة‭ ‬لیست‭ ‬ما‭ ‬تملك،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬أنت،‭ ‬ولا‭ ‬أين‭ ‬أنت،‭ ‬ولا‭ ‬ماذا‭ ‬تفعل،‭ ‬إنما‭ ‬السعادة‭ ‬هي‭ ‬رأيك‭ ‬فيها‭ ‬ونظرتك‭ ‬إليها،‭ ‬فقد‭ ‬تجد‭ ‬شخصين‭ ‬يعملان‭ ‬عملا‭ ‬واحدا،‭ ‬ولهما‭ ‬حظان‭ ‬متساويان‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والمركز،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تجد‭ ‬أحدهما‭ ‬مبتئسا‭ ‬والآخر‭ ‬سعيدا‭... ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬اتجاها‭ ‬ذهنيا‭ ‬مختلفا،‭ ‬ولقد‭ ‬رأيت‭ ‬وجوها‭ ‬سعيدة‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬الصينيين‭ ‬الذين‭ ‬يتصبب‭ ‬منهم‭ ‬العرق،‭ ‬وقد‭ ‬أضناهم‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬حر‭ ‬الصين‭ ‬اللافح‭ ‬لقاء‭ ‬بضع‭ ‬قروش‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬مثلما‭ ‬أرى‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬السعداء‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬“بارك”‭ ‬بنيويورك‭. ‬

قال‭ ‬شكسبير‭: ‬“ليس‭ ‬هناك‭ ‬جميل‭ ‬ولا‭ ‬قبيح،‭ ‬إنما‭ ‬تفكيرك‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يصور‭ ‬لك‭ ‬أحدهما”،‭ ‬وقال‭ ‬إبراهام‭ ‬لنكولن‭ ‬“يصيب‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يوطدون‭ ‬عزمهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يصبحوا‭ ‬سعداء”،‭ ‬ولأهل‭ ‬الصين‭ ‬القدماء‭ ‬حكمة‭ ‬تقول‭ ‬“إن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يبتسم‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يفتتح‭ ‬متجرا”‭.‬

لنحمل‭ ‬السعادة‭ ‬مثل‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬أيدينا،‭ ‬ونجعلها‭ ‬غولا‭ ‬يقطع‭ ‬بأنيابه‭ ‬أفكارنا‭ ‬السوداء‭ ‬وأحزاننا،‭ ‬لنجعلها‭ ‬ونتخيلها‭ ‬عملاقا‭ ‬على‭ ‬صدورنا‭ ‬ووحشا‭ ‬عبقريا‭ ‬يساعدنا‭ ‬ودرعا‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭ ‬وكسره‭.‬