دلالات زيارة الكاظمي السعودية والإمارات

| بدور عدنان

قام‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬بزيارة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتكللت‭ ‬بالنجاح‭ ‬بحسب‭ ‬المخرجات‭ ‬المعلنة‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬وخطط‭ ‬ستصب‭ ‬بالتأكيد‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬العراق‭.  ‬زيارة‭ ‬الكاظمي‭ ‬للرياض‭ ‬وأبوظبي‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدلالات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رسالة‭ ‬التقارب‭ ‬والعودة‭ ‬للحضن‭ ‬العربي‭ ‬تبقى‭ ‬أبرزها‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ابتعد‭ ‬وانسلخ‭ ‬العراق‭ ‬عن‭ ‬محيطه‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬ليدخل‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬مظلمة‭ ‬من‭ ‬التوغل‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مفاصله‭ ‬ويغدو‭ ‬ساحة‭ ‬خلفية‭ ‬لطهران‭ ‬لتصفية‭ ‬حساباتها‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭... ‬واقع‭ ‬لم‭ ‬يسعد‭ ‬محيط‭ ‬العراق‭ ‬العربي‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لمحايد‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬أيضاً‭ ‬بواجبها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬تجاه‭ ‬العراق،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬انكفاءها‭ ‬وتجاهل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬أفسح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬طهران‭ ‬للتمدد‭ ‬وإحكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬العراق‭ ‬منصة‭ ‬إيرانية‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬جميع‭ ‬أعمالها‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

رغبة‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬السطوة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وإعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واضحة‭ ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬اثنين،‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬المعضلة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬العباءة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تواجد‭ ‬سياسي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬قادة‭ ‬سياسيين‭ ‬وقادة‭ ‬أحزاب‭ ‬متنفعين‭ ‬يدينون‭ ‬بالولاء‭ ‬لطهران‭ ‬ويسهلون‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تشريع‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالحها،‭ ‬إضافة‭ ‬لتواجد‭ ‬عسكري‭ ‬مهول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المليشيات‭ ‬والفصائل‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬طهران‭.‬

بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستهانة‭ ‬بالنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬التوغل‭ ‬بعدة‭ ‬عواصم‭ ‬عربية،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإرادة‭ ‬العربية‭ ‬المنظمة‭ ‬والمشتركة‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬منفعة‭ ‬ومصلحة‭ ‬العراق‭ ‬والعراقيين‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الانتماء‭ ‬العربي‭ ‬تقل‭ ‬قوة‭ ‬عن‭ ‬أدوات‭ ‬طهران،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعول‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الانفتاح‭ ‬نحو‭ ‬العراق‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتنامي‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬عموم‭ ‬الشعب‭ ‬الساخط‭ ‬على‭ ‬التواجد‭ ‬الإيراني‭ ‬والقيادات‭ ‬العراقية‭ ‬الداعمة‭ ‬له،‭ ‬والذي‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬العراق‭ ‬لحضنه‭ ‬العربي‭ ‬الملاذ‭ ‬الأخير‭ ‬له،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لرئيس‭ ‬وزراء‭ ‬عراقي‭ ‬يدفع‭ ‬بكل‭ ‬ثقله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬اليوم‭ ‬بدعم‭ ‬عربي‭ ‬كبير‭.‬