لمحات

الخروج عن المألوف

| د.علي الصايغ

استغل‭ ‬أحد‭ ‬مصانع‭ ‬إنتاج‭ ‬المشروبات‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬لإطلاق‭ ‬إعلان‭ ‬بنكهة‭ ‬كذبة‭ ‬أبريل،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ناعتين‭ ‬الإعلان‭ ‬بالمضلل،‭ ‬ومهددين‭ ‬بالمقاضاة‭.‬

من‭ ‬أكثر‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬التجار‭ ‬لتسويق‭ ‬بضائعهم‭ ‬الإعلانات‭ ‬التجارية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬ضمانهم‭ ‬تقديم‭ ‬منتجات‭ ‬أو‭ ‬بضائع‭ ‬ذات‭ ‬جودة،‭ ‬تسوق‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها،‭ ‬ثم‭ ‬تزيد‭ ‬الإعلانات‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬تسويقها،‭ ‬هذا‭ ‬وتعتبر‭ ‬الإعلانات‭ ‬التجارية‭ ‬فناً‭ ‬قائماً‭ ‬بحد‭ ‬ذاته،‭ ‬وتتفاقم‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬بالخصوص‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة،‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬خسارات‭ ‬شركات‭ ‬ومصانع‭ ‬كبرى‭ ‬مشهداً‭ ‬مألوفاً،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬عزاء‭ ‬للمشاريع‭ ‬الصغيرة‭.‬

إعلان‭ ‬المصنع‭ ‬المعني‭ ‬أنه‭ ‬سيتوقف‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬مشروب‭ ‬معين‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬محدد،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سوى‭ ‬مزحة‭ ‬كذبة‭ ‬أبريل،‭ ‬يأتي‭ ‬بأحد‭ ‬المردودين،‭ ‬فإما‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل،‭ ‬فارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬المبيعات‭ ‬للمنتج،‭ ‬أو‭ ‬إصابة‭ ‬مصداقية‭ ‬الجهة‭ ‬المعلنة‭ ‬بمقتل‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬والزبائن،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يكون‭ ‬لذلك‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي،‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مأمولاً‭ ‬ومستهدفاً‭.‬

كل‭ ‬جهة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬نسب‭ ‬مبيعاتها،‭ ‬وابتكار‭ ‬طرق‭ ‬لزيادتها،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعض‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬التجارات‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة،‭ ‬وقد‭ ‬حاولت‭ ‬الفكرة‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬المألوف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتبعته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى،‭ ‬فلم‭ ‬تقتصر‭ ‬نوعية‭ ‬الإعلان‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬تهدد‭ ‬رأي‭ ‬الزبائن،‭ ‬وهي‭ ‬ضريبة‭ ‬الأفكار‭ ‬المختلفة،‭ ‬لذلك‭ ‬يعد‭ ‬تقديم‭ ‬المختلف‭ ‬أمراً‭ ‬ليس‭ ‬هينا،‭ ‬فقراره‭ ‬صعب،‭ ‬ويتطلب‭ ‬تقبلاً‭ ‬لدفع‭ ‬ضريبة‭ ‬متوقعة‭ ‬توضع‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬المجازفة‭.‬