كورونا مازال موجودا

| عبدعلي الغسرة

مازال‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬موجودًا‭ ‬بيننا،‭ ‬حاضرا‭ ‬معنا،‭ ‬وموجعًا‭ ‬لأهلنا‭ ‬وأقاربنا‭ ‬وأصدقائنا،‭ ‬لا‭ ‬يمر‭ ‬يوم‭ ‬إلا‭ ‬ونسمع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬مصاب‭ ‬به‭ ‬وآخر‭ ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬الدنيا‭ ‬بسببه،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬صغيرًا‭ ‬ولا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬لا‭ ‬ثريا‭ ‬ولا‭ ‬فقيرا،‭ ‬لا‭ ‬امرأةً‭ ‬ولا‭ ‬رجلًا،‭ ‬يمشي‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬مُتحديًا‭ ‬الأطباء‭ ‬ومُحيرًا‭ ‬العُلماء،‭ ‬مُتحديًا‭ ‬جهود‭ ‬المنظمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬عليه،‭ ‬يكر‭ ‬ويفر‭ ‬بينها،‭ ‬ويجول‭ ‬متفاخرًا‭ ‬في‭ ‬ساحتها‭.‬

ولأجل‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬أصدرت‭ ‬الدولة‭ ‬متمثلة‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والفريق‭ ‬الطبي‭ ‬الوطني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التعليمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وأوجبت‭ ‬الالتزام‭ ‬بها،‭ ‬وراهنت‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬المواطنين‭ ‬وضبطهم‭ ‬سلوكهم‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وفي‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬خصوصا‭ ‬لبس‭ ‬الكمامات‭ ‬وتجنب‭ ‬المخالطة‭ ‬والتقيد‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ويتحتم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬بمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬ألمت‭ ‬بالجميع‭ ‬وأوجعتهم‭ ‬وأفقدتهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأحبة‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتزامهم‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬لخفض‭ ‬الحالات‭ ‬القائمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭ ‬وصولا‭ ‬للقضاء‭ ‬عليه‭.‬

إن‭ ‬التهاون‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬والاستثنائية‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭ ‬والطاقم‭ ‬الصحي‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يتقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬متناسيا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬يرصدنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬بدون‭ ‬انتظار‭ ‬ولا‭ ‬استئذان‭ ‬ليُشتت‭ ‬جمعنا‭ ‬وجعا‭ ‬وموتًا‭. ‬إن‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬وعدم‭ ‬الخروج‭ ‬إلا‭ ‬للضرورة‭ ‬والتعقيم‭ ‬والاغتسال‭ ‬الدائم‭ ‬والنظافة‭.. ‬تمثل‭ ‬أسلحة‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬وتتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالتقنية‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والأصدقاء‭.‬

إن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬قاس‭ ‬وسفاك‭ ‬وعلينا‭ ‬عدم‭ ‬الاستخفاف‭ ‬بخطورته‭ ‬وآثاره،‭ ‬فمازال‭ ‬موجودا‭ ‬بيننا،‭ ‬يترصدنا‭ ‬أينما‭ ‬كُنا،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يتألم‭ ‬قريب،‭ ‬ولا‭ ‬نفقد‭ ‬عزيزًا،‭ ‬ولا‭ ‬نُعزي‭ ‬صديقًا،‭ ‬علينا‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬والتعليمات‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فكورونا‭ ‬لن‭ ‬يستثني‭ ‬أحدا،‭ ‬وأي‭ ‬إنسان‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مُعرضًا‭ ‬للإصابة،‭ ‬وقد‭ ‬ينقل‭ ‬العدوى‭ ‬للآخرين،‭ ‬سواء‭ ‬لأهله‭ ‬أو‭ ‬أصدقائه،‭ ‬فيسبب‭ ‬بذلك‭ ‬الضرر‭ ‬النفسي‭ ‬له‭ ‬وللآخرين،‭ ‬ويتحمل‭ ‬الإنسان‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬نفسه‭ ‬وأفراد‭ ‬أسرته‭ ‬ومجتمعه،‭ ‬وذلك‭ ‬باتباعه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬والتزامه‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الوقائية‭ ‬وعدم‭ ‬المخالطة‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتعزو‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭ ‬مؤخرًا‭ ‬للتهاون‭ ‬والاستخفاف‭ ‬بالإجراءات‭ ‬والتعليمات‭ ‬التي‭ ‬يستوجب‭ ‬الالتزام‭ ‬والتقيد‭ ‬بها،‭ ‬فالوقاية‭ ‬خيرٌ‭ ‬من‭ ‬العلاج‭.‬