سوالف

ننتظر انبعاث حياة جديدة في البرلمان تهتم بالفنون

| أسامة الماجد

آخر‭ ‬صرخة‭ ‬أطلقت‭ ‬لتذليل‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬كانت‭ ‬للناقد‭ ‬المسرحي‭ ‬يوسف‭ ‬الحمدان‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬اتحاد‭ ‬المسرحيين‭ ‬لتكريم‭ ‬الناقد‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبدالله‭ ‬غلوم‭ ‬بوصفه‭ ‬مكرم‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬هناك‭ ‬صرخات‭ ‬للمسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬تتألق‭ ‬وسط‭ ‬غبار‭ ‬الصمت‭ ‬والتجاهل،‭ ‬فالسماء‭ ‬تمطر‭ ‬لكل‭ ‬نشاط‭ ‬إلا‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة،‭ ‬وتغوص‭ ‬الأقدام‭ ‬في‭ ‬وحول‭ ‬الطريق‭ ‬وتتمايل‭ ‬الشجيرات‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬جملة‭ ‬دعم‭ ‬الفن‭ ‬والمسرح‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الصرخات‭ ‬وآلام‭ ‬الفنان،‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬الحاسم‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬لتأمين‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬وضماناته‭ ‬للفنان‭ ‬والمبدع‭ ‬البحريني،‭ ‬وكتبنا‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬لدعم‭ ‬السادة‭ ‬النواب،‭ ‬فمعهم‭ ‬يحدث‭ ‬التبدل‭ ‬والتغيير‭ ‬وتبحر‭ ‬قافلة‭ ‬الإبداع‭ ‬نحو‭ ‬مرافئ‭ ‬الضوء،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬اعتاد‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬تلقي‭ ‬الهزيمة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬كثيرة،‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعتقدون‭ ‬بصحة‭ ‬مبادئه‭ ‬وفكره‭ ‬ودوره‭ ‬التنويري‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فكلما‭ ‬يطلبهم‭ ‬“وهذ‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬كمواطن”‭ ‬يخيم‭ ‬عليهم‭ ‬الهدوء‭ ‬العميق‭ ‬ويغطون‭ ‬في‭ ‬النوم،‭ ‬فبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الافتراضات‭ ‬والشكوك‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬نائب‭ ‬ويقول‭ ‬ماذا‭ ‬قدم‭ ‬للمسرح‭ ‬البحريني‭ ‬والفنان‭ ‬والحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬بإستثناء‭ ‬اجتهادات‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬العامر‭. ‬

المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬مالية‭ ‬صعبة‭ ‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬تكاليف‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الإنتاج‭ ‬المسرحي،‭ ‬ووصل‭ ‬بها‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬تسول‭ ‬القاعات‭ ‬للتدريبات‭ ‬والعروض‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية‭ ‬وتزداد‭ ‬اتساعا‭ ‬وتعقيدا،‭ ‬والفنان‭ ‬البحريني‭ ‬مازال‭ ‬يأمل‭ ‬وينتظر‭ ‬انبعاث‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬تهتم‭ ‬بالفنون‭ ‬وتقدر‭ ‬الفنان‭ ‬وإنجازاته،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الإنسان،‭ ‬وليعلم‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬ليست‭ ‬تسلية‭ ‬أو‭ ‬ترفا،‭ ‬بل‭ ‬عمل‭ ‬وكدح‭ ‬وعناء‭ ‬له‭ ‬طبيعة‭ ‬ونوعية‭ ‬خاصة‭ ‬باعتبار‭ ‬أنه‭ ‬ذهني،‭ ‬والمثقفون‭ ‬والفنانون‭ ‬بهذا‭ ‬الاعتبار‭ ‬كادحون‭ ‬ذهنيون‭.‬

عيبنا‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬لم‭ ‬يرتقوا‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدعم‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭.‬