مواقف إدارية

أصدقائي الستة!

| أحمد البحر

‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬هدفه‭ ‬إعداد‭ ‬دراسة‭ ‬لمتطلبات‭ ‬تطبيق‭ ‬أحد‭ ‬المشروعات‭ ‬التطويرية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭. ‬تمكن‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬دراسة‭ ‬المشروع‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬التاريخ‭ ‬المحدد‭ ‬وسلمه‭ ‬إلى‭ ‬المدير‭ ‬العام‭. ‬تفحص‭ ‬المدير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العناوين‭ ‬الرئيسة‭ ‬للدراسة‭ ‬المحتوى‭ ‬ووعد‭ ‬بأنه‭ ‬سيقرأ‭ ‬الدراسة‭ ‬قراءة‭ ‬دقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬عرض‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬نائبه‭ ‬ليقوم‭ ‬بدراستها‭ ‬وتحليل‭ ‬محتواها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الترتيب‭ ‬لاجتماع‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬عرض‭ ‬الملاحظات‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬آراء‭ ‬الاختصاصيين‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يتبع‭ ‬ذلك‭ ‬إعداد‭ ‬الخطة‭ ‬التنفيذية‭.‬

أعجبت‭ ‬كثيرًا‭ ‬بالأسلوب‭ ‬التحليلي‭ ‬المبسط‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬عناصر‭ ‬الدراسة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توافر‭ ‬المعلومات‭ ‬المطلوبة‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطة‭ ‬التنفيذية‭. ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الاجتماع‭ ‬أخبرنا‭ ‬النائب‭ ‬بأنه‭ ‬سيستعين‭ ‬بأصدقائه‭ ‬الستة‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬العناصر‭ ‬المطلوبة‭.‬

تبادل‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬نظرات‭ ‬الاستغراب‭ ‬وكأنهم‭ ‬يقولون‭: ‬أين‭ ‬هولاء‭ ‬الأصدقاء‭ ‬ومن‭ ‬يكونون،‭ ‬وماذا‭ ‬سيضيفون‭ ‬للدراسة،‭ ‬وكيف‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحليل‭ ‬الدراسة‭ ‬وهم‭ ‬لم‭ ‬يطلعوا‭ ‬عليها‭.. ‬و‭.. ‬و‭..‬؟‭ ‬وبصفة‭ ‬الإداري‭ ‬المحترف‭ ‬أجاب‭ ‬النائب‭: ‬

أصدقائي‭ ‬الستة‭ ‬هم‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭: ‬من؟‭ ‬كيف؟‭ ‬لماذا؟‭ ‬متى؟‭ ‬أين؟‭ ‬ماذا؟‭ ‬والآن‭ ‬دعونا‭ ‬نطرح‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬نواقص‭ ‬الدراسة‭ ‬ومدى‭ ‬قابليتها‭ ‬للتنفيذ‭ ‬والأمور‭ ‬الفنية‭ ‬والإدارية‭ ‬والمادية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لنقل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬الورق‭ ‬إلى‭ ‬التنفيذ‭.‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ساعدتنا‭ ‬تلك‭ ‬الأسئلة‭ ‬وبدرجة‭ ‬عظيمة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬لم‭ ‬نعطها‭ ‬الاهتمام‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬دراستنا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬صعوبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬بعض‭ ‬عناصرها‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نحدد‭ ‬وبأسلوب‭ ‬واقعي‭ ‬ومحترف‭ ‬الموارد‭ ‬المطلوبة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬ومدى‭ ‬توافرها‭ ‬وكيف‭ ‬ستتم‭ ‬خطوات‭ ‬التنفيذ‭ ‬ومن‭ ‬سيقوم‭ ‬بذلك‭... ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الاجتماع‭ ‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬النائب‭ ‬إعارتنا‭ ‬أصدقاءه،‭ ‬فأجاب‭ ‬بابتسامة‭: ‬إنهم‭ ‬أصدقاء‭ ‬أوفياء‭ ‬لا‭ ‬يتغيرون‭ ‬أو‭ ‬يتلونون‭ ‬حسب‭ ‬تغير‭ ‬ظروف‭ ‬مهنتك‭ ‬أو‭ ‬مكانتك‭ ‬أو‭ ‬منصبك‭. ‬لكي‭ ‬تعرف‭ ‬أكثر‭ ‬استعن‭ ‬بالسؤال‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تقول‭ ‬المصادر‭ ‬عن‭ ‬المدخل‭ ‬التساؤلي‭ (‬Questioning Approach‭) ‬بأنه‭: ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬يقتضيها‭ ‬التحليل‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬البحث‭ ‬وتحليل‭ ‬الأنظمة‭ ‬ودراسة‭ ‬العمل‭ ‬وهي‭: ‬“ماذا؟‭ ‬كيف؟‭ ‬متى؟‭ ‬أين؟‭ ‬من؟‭ ‬لماذا؟”‭.‬

ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ؟