مُلتقطات

عاطلو “التمريض” البحرينيون أولى

| د. جاسم المحاري

يُوصف‭ ‬التمريض‭ ‬بالمهنة‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬تُقدّم‭ ‬خدماتها‭ ‬العلاجيّة‭ ‬لتُحافظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬وسلامتهم‭ ‬ومراقبة‭ ‬حالتهم‭ ‬الصحية‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬العلل‭ ‬وموبقات‭ ‬الأسقام،‭ ‬وصولاً‭ ‬لدرجات‭ ‬الارتقاء‭ ‬المنشود‭ ‬بحالتهم‭ ‬الصحية‭ ‬جسدياً‭ ‬وعقلياً‭ ‬وروحياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬بعد‭ ‬تشخيصهم‭ ‬أولاً‭ ‬ووقايتهم‭ ‬ثانياً‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬ترتقي‭ ‬بأحوالهم‭ ‬وتحدّ‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭ ‬وتُخفّف‭ ‬عنهم‭ ‬آلامهم،‭ ‬فهذه‭ ‬المهنة‭ ‬عمل‭ ‬خفي‭ ‬وجهاد‭ ‬وطني‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الإخلاص‭ ‬والتفاني‭ ‬والأمانة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬وأفضل‭ ‬صنوف‭ ‬الرعاية‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المريض‭ ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬وقوعه‭ ‬في‭ ‬مضاعفات‭ ‬أثناء‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬الملازمة‭ ‬حسبَ‭ ‬حاجة‭ ‬كل‭ ‬مريض‭ ‬تُبذل‭ ‬له‭ ‬أقصى‭ ‬جهود‭ ‬التّداوي‭ ‬وفق‭ ‬أفضل‭ ‬المستويات‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تتكامل‭ ‬فيها‭ ‬الفرق‭ ‬الطبية‭ ‬حسب‭ ‬تعدّد‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬المُعالَجة‭ ‬التي‭ ‬تتنوع‭ ‬أعمارها‭ ‬وتختلف‭ ‬أجناسها‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬الأرض‭.‬

تُؤطر‭ ‬ثقافة‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جملة‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬التعامل‭ ‬داخل‭ ‬المنشأة‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تتكامل‭ ‬بكفاءاتها‭ ‬الوطنية‭ ‬الخالصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احتياج‭ ‬المنظومات‭ ‬الصحية‭ ‬المنتشرة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬أثناء‭ ‬الظرف‭ ‬الاستثنائي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬بدا‭ ‬الإدراك‭ ‬المسؤول‭ ‬واضحاً‭ ‬لدى‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الصحية‭ ‬بعد‭ ‬حركة‭ ‬التوظيف‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬ممرض‭ ‬وممرضة‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬حملة‭ ‬شهادات‭ ‬التمريض‭ ‬مع‭ ‬انصرام‭ ‬العام‭ ‬2020م،‭ ‬ونتمنى‭ ‬على‭ ‬المعنيين‭ ‬عينهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬الصحية‭ ‬الالتفات‭ ‬لطلبات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ممرض‭ ‬وممرضة‭ ‬بانتظار‭ ‬التوظيف‭.‬

نافلة‭: ‬

ليسَ‭ ‬خافيا‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬متعاظمة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬ملف‭ ‬حيوي‭ ‬كالتوظيف،‭ ‬باعتباره‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬حقّقت‭ ‬نجاحاً‭ ‬لافتًا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬يُضاف‭ ‬لسجل‭ ‬إنجازات‭ ‬بلادنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الثروة‭ ‬البشرية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬على‭ ‬معالجته‭ ‬بـ‭ ‬“البحرنة”‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬نوعية‭ ‬أظهرت‭ ‬الجدّية‭ ‬الفائقة‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬نصيباً‭ ‬وافراً‭ ‬من‭ ‬الدّعم‭ ‬رغم‭ ‬الجائحة‭ ‬العصيبة‭.‬