تعزيز ثقافة السلام بمحبة وضمير

| بدور عدنان

اعتمدت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭) ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يوماً‭ ‬دولياً‭ ‬للضمير،‭ ‬إثر‭ ‬المبادرة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭.‬

مبادرة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إيمانه‭ ‬التام‭ ‬وقناعته‭ ‬المطلقة‭ ‬بأن‭ ‬الخير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬ومتأصل‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬الإنسان‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬وجدانه‭ ‬وفي‭ ‬أعماق‭ ‬ضميره،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬تجرع‭ ‬ويلات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬كثيرة‭ ‬وعانى‭ ‬من‭ ‬طغيان‭ ‬النفوس‭ ‬الآثمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخير‭ ‬مازال‭ ‬موجودا‭ ‬ومتأصلا‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يؤمن‭ ‬به‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬حرص‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يستذكر‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬لضمير‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يحققه‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكريس‭ ‬يوم‭ ‬دولي‭ ‬للضمير،‭ ‬سعياً‭ ‬للوصول‭ ‬لعالم‭ ‬يسوده‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬وما‭ ‬اعتماد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أكبر‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬وقناعة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬للضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬أن‭ ‬يحققه‭ ‬من‭ ‬تعايش‭ ‬سلمي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الاحترام‭ ‬وقبول‭ ‬الاختلافات‭ ‬والفروقات‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬والذي‭ ‬يقودنا‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬السلام‭ ‬والعدالة‭.‬

دائما‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬للأمير‭ ‬الراحل‭ ‬إسهامات‭ ‬كبيرة‭ ‬وجليلة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬حيث‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إذكاء‭ ‬فطرة‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصلاح‭ ‬للبشرية‭ ‬قاطبة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الإنسان‭ ‬متصل‭ ‬بفطرته‭ ‬الأولى‭ ‬حيث‭ ‬جبل‭ ‬محباً‭ ‬للخير‭ ‬كارهاً‭ ‬ومبغضاً‭ ‬للشر،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نشحذ‭ ‬همم‭ ‬الأفراد‭ ‬والجماعات‭ ‬الساعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬وإنهاء‭ ‬جميع‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭... ‬رحل‭ ‬الأمير‭ ‬الإنسان‭ ‬لكن‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬إسهاماته‭ ‬ومبادراته‭ ‬خالدة‭ ‬كمنارة‭ ‬وخارطة‭ ‬طريق‭ ‬للعالم‭ ‬بأسره،‭ ‬نستدل‭ ‬ونهتدي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لطريق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والتعاون‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وجعل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬حسناته‭.‬