يوم الضمير العالمي

| عبدعلي الغسرة

بمبادرة‭ ‬جليلة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ــ‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ــ‭ ‬تحتفل‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭ ‬ومنظماتها‭ ‬بيوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬2019م،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬لتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والحُب‭ ‬والضمير،‭ ‬ليعيش‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتمتعون‭ ‬فيه‭ ‬بحرية‭ ‬القول‭ ‬والعقيدة،‭ ‬وليحيوا‭ ‬معًا‭ ‬كإخوة‭ ‬بحياة‭ ‬لا‭ ‬خوف‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬فزع،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬كراهية‭ ‬وعُنف،‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والأزمات،‭ ‬حياة‭ ‬تتشكل‭ ‬فيها‭ ‬قيم‭ ‬واتجاهات‭ ‬تسمو‭ ‬بالتكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وجلال‭ ‬الوحدة‭ ‬والحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬لإعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بأخطاء‭ ‬الماضي‭ ‬ورزاياه‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والتعسف،‭ ‬وإخلاء‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الصراعات،‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬ودعوة‭ ‬لوقف‭ ‬نزيف‭ ‬الدماء‭ ‬والاقتتال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المال‭ ‬وتوسيع‭ ‬النفوذ،‭ ‬وترسيخ‭ ‬قِيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬وغرس‭ ‬معاني‭ ‬التعاون‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية،‭ ‬ومعالجة‭ ‬أسبابها‭ ‬الجذرية،‭ ‬لتضمن‭ ‬لنا‭ ‬وللأجيال‭ ‬المقبلة‭ ‬العيش‭ ‬بكامل‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬وطنيًا‭ ‬وقوميًا‭ ‬وإنسانيًا‭ ‬ودينيًا‭.‬

ويعيش‭ ‬العالم‭ ‬منذُ‭ ‬2019م‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬المُهلكة‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تكاتفًا‭ ‬دوليًا،‭ ‬وصحوة‭ ‬ضمير‭ ‬عالمية،‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬آثار‭ ‬الجائحة،‭ ‬فالضمير‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬مسؤولا‭ ‬وملتزمًا‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬أمام‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهو‭ ‬ميزان‭ ‬الوعي‭ ‬والإحساس‭ ‬الذي‭ ‬يُهذب‭ ‬السلوك‭ ‬والتصرفات،‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬وإلى‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬إنسانية‭ ‬مُشتركة‭ ‬تضع‭ ‬حدًا‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة‭ ‬وسلالاتها‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الإنسانية‭ ‬ووجودها،‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬بعثها‭ ‬سموه‭ ‬“رحمه‭ ‬الله”‭ ‬للعالم‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ (‬لنشعر‭ ‬بأهمية‭ ‬قيمة‭ ‬الضمير‭ ‬كمرتكز‭ ‬إنساني‭ ‬يُنبه‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بمسؤولياته‭ ‬المُشتركة‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُحقق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬ويُلبي‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬النماء‭ ‬والاستقرار‭). ‬

تتطلع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬سلمية‭ ‬وودية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وبناء‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬بمحبة‭ ‬وضمير،‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬عملًا‭ ‬تربويًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬وإعلاميًا،‭ ‬الثقافة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬الفكري‭ ‬والمعنوي‭ ‬للبشرية،‭ ‬ليتعلم‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬ويُساهم‭ ‬ويُشارك‭ ‬بعقلية‭ ‬منفتحة‭ ‬الذهن‭ ‬لتتحول‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القِيَم‭ ‬والمواقف‭ ‬والتقاليد‭ ‬والعادات‭ ‬وأنماط‭ ‬السلوك‭ ‬لتتجسد‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬طريقًا‭ ‬وإنسانية‭.‬