زبدة القول

مرحبا بالمدير البحريني

| د. بثينة خليفة قاسم

بحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬كبيرها‭ ‬وصغيرها‭ ‬هي‭ ‬غاية‭ ‬المراد‭ ‬وأمنية‭ ‬كل‭ ‬بحريني،‭ ‬وليست‭ ‬من‭ ‬الشوفينية‭ ‬أو‭ ‬التعصب،‭ ‬فمن‭ ‬حقنا‭ ‬نحن‭ ‬البحرينيون‭ ‬أن‭ ‬نتولى‭ ‬الوظائف‭ ‬والمناصب‭ ‬مهما‭ ‬كبرت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظلت‭ ‬وظائف‭ ‬كثيرة‭ ‬لزمن‭ ‬طويل‭ ‬بأيدي‭ ‬أجانب‭ ‬وعرب،‭ ‬لكنها‭ ‬سنة‭ ‬التطور‭ ‬وسنة‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬ونحقق‭ ‬حلما‭ ‬مشروعا‭ ‬تماما،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نبخس‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬خدمة‭ ‬للبحرين‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬نهضتها،‭ ‬كمدرس‭ ‬أو‭ ‬طبيب‭ ‬أو‭ ‬مهندس‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬صاحب‭ ‬مهنة‭ ‬أخرى‭.‬

ونقول‭ ‬مرحبا‭ ‬بالمدير‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬ونقول‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬جاء‭ ‬يومكم‭ ‬لتثبتوا‭ ‬أنكم‭ ‬أهل‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬وأنكم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بمهامكم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والارتقاء‭ ‬به،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يحملنا‭ ‬جميعا‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الأداء‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬سمعة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وقدراته‭ ‬ونبوغه‭.‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬انتقاء‭ ‬للمدير‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬معينة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نندم‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تهتز‭ ‬ثقتنا‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬وبجانب‭ ‬عملية‭ ‬الانتقاء‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ومعايير‭ ‬علمية،‭ ‬لابد‭ ‬للمدير‭ ‬أن‭ ‬يعد‭ ‬نفسه‭ ‬ويتسلح‭ ‬بكل‭ ‬المهارات‭ ‬والقدرات‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬تجعله‭ ‬مقنعا‭ ‬لمن‭ ‬حوله،‭ ‬فالإدارة‭ ‬الناجحة‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مجرد‭ ‬الأوامر‭ ‬والتعليمات‭ ‬التي‭ ‬يعطيها‭ ‬المدير،‭ ‬لكنها‭ ‬فلسفة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الإقناع،‭ ‬ولكي‭ ‬يقتنع‭ ‬المرؤوس‭ ‬برئيسه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬والمهارات‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هؤلاء‭ ‬حريصين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والإبداع،‭ ‬لكن‭ ‬المدير‭ ‬الجاهل‭ ‬سيقتل‭ ‬الإبداع‭ ‬لدى‭ ‬الموظفين،‭ ‬لأنه‭ ‬سيقرب‭ ‬الجهلاء‭ ‬وينبذ‭ ‬المتفوقين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يكون‭ ‬الإحباط‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬الموظف‭ ‬المجتهد‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬بذاته‭ ‬والعمل،‭ ‬وتكون‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬المنتج‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬نوع‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭.‬

أما‭ ‬المدير‭ ‬المتسلح‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬الإدارية‭ ‬الضرورية‭ ‬فسيكون‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لمرؤوسيه‭ ‬وسيشجع‭ ‬أصحاب‭ ‬المهارات‭ ‬والأفكار‭ ‬الإبداعية‭ ‬ويدفع‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬ويخلق‭ ‬جواً‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬ينهض‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬ويغلق‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الموظف‭ ‬المنافق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬سوى‭ ‬الثناء‭ ‬على‭ ‬المدير‭.‬