ما وراء الحقيقة

الإدارة الأميركية الضعيفة

| د. طارق آل شيخان الشمري

أكرر‭ ‬القول‭ ‬دائما‭ ‬إن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الحالية‭ ‬أضعف‭ ‬إدارة‭ ‬أميركية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وهذا‭ ‬الضعف‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬الأقليات،‭ ‬فهي‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬حامية‭ ‬الأقليات‭ ‬بالعالم،‭ ‬لهذا‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬جاء‭ ‬ليقول‭ ‬للناخب‭ ‬الأميركي‭ ‬إنها‭ ‬تدعم‭ ‬الأقليات،‭ ‬وأيضا‭ ‬جاء‭ ‬كسبا‭ ‬لأصوات‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأقليات،‭ ‬والأمر‭ ‬كذلك‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬وسفيرة‭ ‬واشنطن‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭ ‬وتنطبق‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬أعضاء‭ ‬الإدارة،‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬سيوسع‭ ‬اختلاف‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة،‭ ‬وسينعكس‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬وأفعال‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬داخليا‭ ‬ودوليا،‭ ‬فمثلا‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬جل‭ ‬همها‭ ‬موضوع‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬وبقية‭ ‬الدول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬مهما‭ ‬للرئيس‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬وهكذا‭ ‬دواليك‭.‬

ثاني‭ ‬أسباب‭ ‬ضعف‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬روح‭ ‬الانتقام‭ ‬والعداوة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتسم‭ ‬بها‭ ‬تجاه‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات،‭ ‬كون‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تصدت‭ ‬لعملية‭ ‬تدمير‭ ‬المجتمع‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإخلال‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬تحالف‭ ‬أوباما‭ ‬مع‭ ‬العنصريين‭ ‬الفرس‭ ‬والعثمانيين‭ ‬وخونة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الإخوان‭ ‬والحوثي‭ ‬ونصر‭ ‬الله‭ ‬وأتباع‭ ‬الخميني‭ ‬لتدشينها،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬قد‭ ‬غلفت‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬بعباءة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وفشلت،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬قد‭ ‬تكرر‭ ‬العملية‭ ‬لكن‭ ‬بثوب‭ ‬مختلف‭ ‬هو‭ ‬الفوضى‭ ‬الناعمة،‭ ‬وتأتي‭ ‬إثارة‭ ‬قضية‭ ‬مقتل‭ ‬خاشقجي‭ ‬ولعبة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمصر‭ ‬نموذجا‭ ‬واضحا‭ ‬لهذه‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬استغلالها‭ ‬قضية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فمسألة‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العباءة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تعتقد‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬الحسابات‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬وبقية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬خصوصا‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات‭.‬

لكن‭ ‬سيشهد‭ ‬التاريخ‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬وقفوا‭ ‬مجبرين‭ ‬ووجهوا‭ ‬صفعة‭ ‬لهذه‭ ‬الإدارة‭ ‬علنا،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصفعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيحزننا‭ ‬بالطبع،‭ ‬نظرا‭ ‬للعلاقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬دولة‭ ‬طالما‭ ‬ارتبطنا‭ ‬معها‭ ‬بعلاقات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وثيقة،‭ ‬ستعود‭ ‬حتما‭ ‬لسابق‭ ‬عهدها‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬الضعيفة‭.‬