مازالت حاضرًا

| عبدعلي الغسرة

رحل‭ ‬عنا‭ ‬منذُ‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ــ‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ــ‭ ‬رحل‭ ‬ومازال‭ ‬حاضرًا،‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬وما‭ ‬أنجزه،‭ ‬باقيًا‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬التي‭ ‬أحبته‭ ‬بصدق،‭ ‬وموجودًا‭ ‬بشموخ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬موجودًا‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬ذكرى‭ ‬معه‭ ‬سيتذكرها‭ ‬دائمًا،‭ ‬ومن‭ ‬سمع‭ ‬كلامه‭ ‬لن‭ ‬ينساه‭ ‬أبدا‭.. ‬ستظل‭ ‬أميرًا‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬الجموع‭ ‬التي‭ ‬تحضر‭ ‬مجلسك‭ ‬وتشرفت‭ ‬بلقائك،‭ ‬وكان‭ ‬قلبك‭ ‬يستقبلهم‭ ‬قبل‭ ‬بدنك،‭ ‬وعينيك‭ ‬تحاكيهم‭ ‬قبل‭ ‬لسانك‭. ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬والمقيمون‭ ‬والزائرون‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬تنموية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬بفضلك،‭ ‬رؤية‭ ‬وتخطيطًا،‭ ‬متابعة‭ ‬وتنفيذًا،‭ ‬وكان‭ ‬لك‭ ‬الحضور‭ ‬الدائم‭ ‬ومازال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬شمخت‭ ‬بالبحرين‭ ‬عاليًا‭ ‬ومنحتها‭ ‬سموًا‭ ‬كبيرًا‭. ‬مازلت‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواقع،‭ ‬ويتذكر‭ ‬الكثيرون‭ ‬قولك‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬لقاءاتك‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬والمواطنين،‭ (‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬لأجلكم‭ ‬ولخدمة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬والأحاديث‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬اهتمامك‭ ‬بالبحرين‭ ‬وشعبها‭. ‬كُنت‭ ‬بيننا‭ ‬وأنت‭ ‬اليوم‭ ‬حاضر‭ ‬بروحك‭ ‬وبما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬مازالت‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬تتزين‭ ‬برسمك،‭ ‬وتتربع‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الذين‭ ‬أحبوك،‭ ‬كُنت‭ ‬عاشقًا‭ ‬للوطن‭ ‬ومُحبًا‭ ‬لشعبه،‭ ‬والأرض‭ ‬أحبتك‭ ‬وشعبها‭ ‬عشقك،‭ ‬فأنت‭ ‬حاضر‭ ‬فيهم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحملُ‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وفي‭ ‬الذاكرة‭ ‬من‭ ‬مشاهد،‭ ‬جعلت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أعلى‭ ‬شأنًا‭ ‬وأرفع‭ ‬قيمة،‭ ‬أحاديثك‭ ‬تخرجُ‭ ‬من‭ ‬قلبٍ‭ ‬مليء‭ ‬بالحُب‭ ‬والعطاء،‭ ‬فالحروف‭ ‬وكلماتها‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬إلى‭ ‬القلب‭ ‬الذي‭ ‬يأنس‭ ‬بها‭ ‬ويبتهج‭ ‬لسماعها‭.‬

أتذكر‭ ‬أحاديثك‭ ‬في‭ ‬مجلسك‭ ‬الأسبوعي‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬في‭ ‬الحاضرين‭ ‬أحاسيس‭ ‬مجتمعة‭ ‬في‭ ‬حُب‭ ‬الوطن‭ ‬والانتماء،‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬الآخرين،‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بما‭ ‬أُنجز‭ ‬من‭ ‬مشاريع،‭ ‬أتذكر‭ ‬كثيرًا‭ ‬عندما‭ ‬تقول‭ ‬“عندما‭ ‬يعمل‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يُحقق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريده،‭ ‬لكنه‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ويمشي‭ ‬رافعًا‭ ‬رأسه‭ ‬ليُكمل‭ ‬ما‭ ‬بدأه‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬لنفسه‭ ‬بل‭ ‬لوطنه‭ ‬وشعبه”‭. ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬وجعل‭ ‬مثواك‭ ‬الجنة‭.‬