ياسمينيات

“البلاعات في بيتي”!

| ياسمين خلف

آخر‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أتخيله‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مجمعات‭ ‬سكنية‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شبكة‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي‭! ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬نفسي‭ ‬وأنا‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬أضطر‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬أطلب‭ ‬خدمة‭ ‬شفط‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬وبشكل‭ ‬أسبوعي،‭ ‬بعدما‭ ‬تطفح‭ ‬داخل‭ ‬بيتي،‭ ‬وتخنقني‭ ‬بروائحها‭ ‬النتنة‭ ‬الكريهة،‭ ‬بل‭ ‬وتسببها‭ ‬في‭ ‬تكاثر‭ ‬البعوض‭ ‬والحشرات‭ ‬والقوارض‭ ‬بالمنزل‭! ‬مجمع‭ ‬سكني‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬المالكية‭ ‬مأهول‭ ‬بالسكان،‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬تنفع‭ ‬للأسف‭ ‬استغاثاتهم‭ ‬المتكررة،‭ ‬بضرورة‭ ‬الاستعجال‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬شبكة‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬رغم‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬والمقزز‭ ‬الذي‭ ‬يعيشونه‭! ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬تسعى‭ ‬لشفط‭ ‬البلاعات‭ ‬كل‭ ‬عشرة‭ ‬أيام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬البلاغات‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يفوق‭ ‬قدرة‭ ‬سيارات‭ ‬الشفط‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬المواعيد،‭ ‬فيلجأ‭ ‬الأهالي‭ ‬إلى‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تستنزفهم‭ ‬مادياً،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تتأخر‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬لازدحام‭ ‬جداولها‭ ‬بطلبات‭ ‬شفط‭ ‬البلاعات‭! ‬المصيبة،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬كبار‭ ‬سن‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬كضيق‭ ‬التنفس،‭ ‬أو‭ ‬أطفال‭ ‬رضع‭ ‬رئتهم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غضة،‭ ‬أو‭ ‬نساء‭ ‬حوامل‭ ‬لا‭ ‬يتحملن‭ ‬روائح‭ ‬مزعجة‭ ‬تتسبب‭ ‬لهم‭ ‬بحالات‭ ‬قيء‭ ‬متكررة،‭ ‬أو‭ ‬مرضى‭ ‬لا‭ ‬يقوون‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الغازات‭ ‬والأبخرة‭ ‬المنبعثة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المجاري‭ ‬ولاسيما‭ ‬غاز‭ ‬الميثان‭ ‬الخانق‭ ‬القاتل،‭ ‬ورغم‭ ‬أنهم‭ ‬أكثر‭ ‬تضررا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬حقيقة‭ ‬يمكنه‭ ‬العيش‭ ‬وسط‭ ‬تلك‭ ‬الروائح‭ ‬والمجاري‭. ‬مهلاً،‭ ‬المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بفصل‭ ‬الشتاء‭ ‬وسقوط‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬طفح‭ ‬تلك‭ ‬البلاعات،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬دائمة‭ ‬طوال‭ ‬العام‭! ‬ولا‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬أذى‭ ‬نفسي‭ ‬مستمر‭ ‬للأهالي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬المنظر‭ ‬العام‭ ‬بعدما‭ ‬تطفح‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬للطرقات‭.‬

‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬منحت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬محافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬شهادة‭ ‬اعتماد‭ ‬المدينة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنامة‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أم‭ ‬الحصم‭ ‬كأول‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تنال‭ ‬هذا‭ ‬الاعتماد‭ ‬الدولي‭. ‬وذلك‭ ‬فخر‭ ‬لنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬وما‭ ‬نتمناه‭ ‬فعلاً‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يطال‭ ‬هذا‭ ‬الاعتماد‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭. ‬

 

ياسمينة‭:

‬نتمنى‭ ‬وبشكل‭ ‬جدي‭ ‬ومستعجل‭ ‬إنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭.‬