لمحات

الحماية من التكنولوجيا

| د.علي الصايغ

بات‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬حماية‭ ‬ثوابت‭ ‬وعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الرسائل‭ ‬السلبية‭ ‬والمدمرة‭ ‬التي‭ ‬تبثها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬عبر‭ ‬وسائلها‭ ‬المتعددة،‭ ‬والتي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الناشئة‭ ‬–‭ ‬شئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا‭ ‬–‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬دائم،‭ ‬وسيطرة،‭ ‬وتحكم‭ ‬بكل‭ ‬مفاصل‭ ‬وتفاصيل‭ ‬الحياة،‭ ‬والاعتماد‭ ‬شبه‭ ‬الكامل‭ ‬عليها‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬السيطرة‭ ‬شبه‭ ‬المتكاملة‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬والمتصاعدة‭ ‬سريعاً‭ ‬في‭ ‬الاستئثار‭ ‬بالمشهد‭ ‬اليومي،‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬وسائلها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬حماية‭ ‬الناشئة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أمراً‭ ‬صعباً‭ ‬للغاية‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬مستحيلا‭.‬

إن‭ ‬متابعة‭ ‬الأبناء،‭ ‬وتوجيههم،‭ ‬وزرع‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬بداخلهم،‭ ‬وتوعيتهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الواجبات‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬وذلك‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكتسب‭ ‬الأطفال‭ ‬مفاهيم‭ ‬خاطئة،‭ ‬أو‭ ‬ينجرفوا‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬يدمر‭ ‬أخلاقياتهم،‭ ‬ويهدم‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬المتوارثة،‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يمتاز‭ ‬بها‭ ‬مجتمعهم‭. ‬

هناك‭ ‬مسؤولية‭ ‬مضاعفة‭ ‬يتحملها‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬السيطرة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتسارعة‭ ‬والمستأثرة‭ ‬بنواحي‭ ‬الحياة،‭ ‬والهدف‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬هو‭ ‬إكساب‭ ‬الأطفال‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬أنفسهم،‭ ‬ومجتمعهم،‭ ‬لتأسيسهم‭ ‬تأسيساً‭ ‬صحيحاً،‭ ‬وبناء‭ ‬شخصياتهم‭ ‬بشكل‭ ‬سليم،‭ ‬بغية‭ ‬النهوض‭ ‬بهم‭ ‬كطاقات‭ ‬وكفاءات‭ ‬وأبناء‭ ‬صالحين،‭ ‬للرقي‭ ‬بمجتمعهم،‭ ‬وعدم‭ ‬المساس‭ ‬بالقيم‭ ‬والثوابت،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬ننتمي‭ ‬إليه،‭ ‬ويعد‭ ‬أكثر‭ ‬المجتمعات‭ ‬تمسكاً‭ ‬بالإنسانيات‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬التي‭ ‬تميزه‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭.‬