رؤيا مغايرة

ظاهرة العنوسة والطلاق.. قراءة نقدية

| فاتن حمزة

كشفت‭ ‬إحصائية‭ ‬رسمية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المطلقات‭ ‬البحرينيات‭ ‬بلغ‭ ‬14‭ ‬ألفا‭ ‬و441‭ ‬مطلقة،‭ ‬بينهن‭ ‬54‭ ‬مطلقة‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬العشرين،‭ ‬مقابل‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬و949‭ ‬بحرينيًا‭ ‬مطلقًا،‭ ‬وبحسب‭ ‬إحصائية‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحالة‭ ‬الزواجية‭ ‬للبحرينيين‭ ‬ممن‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬فأكثر،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأرامل‭ ‬15‭ ‬ألفا‭ ‬و596‭ ‬أرملة،‭ ‬بينهن‭ ‬799‭ ‬أرملة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬و12‭ ‬ألفا‭ ‬و51‭ ‬أرملة‭ ‬أعمارهن‭ ‬60‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق،‭ ‬مقابل‭ ‬ألفين‭ ‬و30‭ ‬أرملاً،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصفهم‭ ‬ممن‭ ‬تتجاوز‭ ‬أعمارهم‭ ‬60‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق،‭ ‬وأشارت‭ ‬الإحصائية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيين‭ ‬“العزاب”‭ ‬يبلغ‭ ‬172‭ ‬ألفًا‭ ‬و273‭ ‬عازبًا،‭ ‬وأن‭ ‬78‭ ‬ألفًا‭ ‬و224‭ ‬بحرينية‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬الزواج،‭ ‬وأن‭ ‬50‭ ‬ألفًا‭ ‬و119‭ ‬منهن‭ ‬أعمارهن‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الذكور‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬94‭ ‬ألفًا‭ ‬و49‭ ‬بحرينيًا‭ ‬غيرمتزوج،‭ ‬بينهم‭ ‬227‭ ‬ألفًا‭ ‬و319‭ ‬أعمارهم‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭.‬

إن‭ ‬شئتم‭ ‬الحق‭ ‬فالأمور‭ ‬جلية‭ ‬وتحيط‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جهة،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬معنيين‭ ‬بدراسة‭ ‬الأسباب‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬العلاج،‭ ‬فجهل‭ ‬الناس،‭ ‬قلة‭ ‬العلم،‭ ‬كثرة‭ ‬الغضب،‭ ‬قلة‭ ‬الصبر،‭ ‬التكلف‭ ‬في‭ ‬المهور‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التباهي،‭ ‬التقليد‭ ‬الأعمى،‭ ‬غياب‭ ‬التعاون،‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬ضعف‭ ‬الشخصية،‭ ‬غياب‭ ‬الوعي،‭ ‬انتشارالإباحية‭ ‬الجنسية‭ ‬والعلاقات‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬امتناع‭ ‬بعض‭ ‬الفتيات‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬لمفاهيم‭ ‬خاطئة‭ ‬أو‭ ‬أفكار‭ ‬مثالية‭ ‬سعياً‭ ‬وراء‭ ‬الأمل‭ ‬المنشود‭ ‬وفارس‭ ‬الأحلام،‭ ‬مصادرة‭ ‬حرية‭ ‬الآخر‭ ‬والسعي‭ ‬لجعله‭ ‬تابعا‭ ‬وليس‭ ‬مكملا‭... ‬وقائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭.‬

وتحت‭ ‬كل‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬آلاف‭ ‬الكلمات‭ ‬والشروح‭ ‬والتفسيرات‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬المساحة‭ ‬الممنوحة‭ ‬لنا‭ ‬هنا،‭ ‬لكن‭ ‬انتبهوا‭ ‬فعنوان‭ ‬المقال‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬اسم‭ ‬دولة،‭ ‬لأن‭ ‬الظاهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬عامة‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الزواج‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الطلاق‭ ‬أيضاً‭. ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬هناك‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬لدور‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬أبنائها‭ ‬وتربيتهم‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتفهم‭ ‬معنى‭ ‬الزواج،‭ ‬وكذلك‭ ‬غياب‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والهيئات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬وواقعية‭.‬