مُلتقطات

وقائع بصيدلية السلمانية!

| د. جاسم المحاري

تعتبر‭ ‬الرعاية‭ ‬الصيدلانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أقسامها‭ ‬الإسعافية‭ ‬والطبية‭ ‬والسريرية‭ ‬والعلاجية‭ ‬الحرجة،‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬العلاجات‭ ‬الدوائية‭ ‬الآمنة‭ ‬والفعالة‭ ‬والمتكاملة‭ ‬وفق‭ ‬منظومة‭ ‬قيميّة‭ ‬تضع‭ ‬احتياجات‭ ‬المريض‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭ ‬بعد‭ ‬التزامها‭ ‬بأرقى‭ ‬المبادئ‭ ‬والبيئة‭ ‬“الحانية”‭ ‬لجميع‭ ‬المرضى‭ ‬ووحدات‭ ‬رعايتهم‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعقيدات‭ ‬العمل‭ ‬وضغوطه‭ ‬المتصاعدة‭.‬

لذلك‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬انتظار‭ ‬صيدلية‭ ‬“مجمّع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي”‭ ‬الرئيسية؛‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬لذات‭ ‬الأسباب‭ ‬البينة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬الضاغطة‭ ‬بمعية‭ ‬أسباب‭ ‬لوجستية‭ ‬غير‭ ‬معلومة‭ ‬لدى‭ ‬“بعض”‭ ‬المترددين‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬وذويهم‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أضحى‭ ‬المشهد‭ ‬مألوفاً‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬تعبيرهم‭ ‬حين‭ ‬تسمع‭ ‬رجلاً‭ ‬عجوزاً‭ ‬ممتعضا‭ ‬أو‭ ‬امرأة‭ ‬مسنّة‭ ‬متبرمة‭ ‬أو‭ ‬مريضاً‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬تأخير‭ ‬صرف‭ ‬أدويته‭ ‬لساعات‭! ‬ومن‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى،‭ ‬أفاد‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬والذي‭ ‬حضر‭ ‬بصحبة‭ ‬أمّه‭ ‬المُقعدة،‭ ‬بأنّه‭ ‬شَهِد‭ ‬بأمّ‭ ‬العين‭ ‬صُراخ‭ ‬أحد‭ ‬المرضى‭ ‬رافضاً‭ ‬آلية‭ ‬الصرف‭ ‬البطيئة‭ ‬لعلّة‭ ‬طول‭ ‬انتظار‭ ‬قضى‭ ‬فيها‭ ‬جُلّ‭ ‬يومه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القاعة‭! ‬كما‭ ‬لَفِت‭ ‬أيضاً‭ ‬لانعدام‭ ‬إجراءات‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المطلوبة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬نوافذ‭ ‬الصرف‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مقاعد‭ ‬قاعة‭ ‬الانتظار‭.‬

نافلة‭: ‬

يُلبّي‭ ‬“مجمّع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي”‭ ‬الذي‭ ‬تأسّس‭ ‬عام‭ ‬1956م‭ ‬ويقع‭ ‬في‭ ‬حيّ‭ ‬السلمانية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وفق‭ ‬أرقى‭ ‬الأساليب‭ ‬الممكنة‭ ‬ضمن‭ ‬حدود‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة،‭ ‬حيث‭ ‬يضمّ‭ ‬هذا‭ ‬المجمّع‭ ‬مرافق‭ ‬متعددة‭ ‬أبرزها‭ ‬الصيدلية‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمجمع‭ ‬التي‭ ‬استُحدثت‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬2010م‭ ‬بطاقة‭ ‬استيعابية‭ ‬تقارب‭ (‬1000‭ ‬–‭ ‬1200‭) ‬مريض‭ ‬يومياً‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الساعة‭ ‬السابعة‭ ‬صباحاً‭ ‬ومثلها‭ ‬مساء،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يواكب‭ ‬التطور‭ ‬الصحي‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬يبقى‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬للمتابعة‭ ‬الدورية‭ ‬المستمرة‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭ ‬بعد‭ ‬الضغط‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬نوافذ‭ ‬صرف‭ ‬الأدوية‭ ‬الـ‭ (‬12‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬أقلّها‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬التي‭ ‬تُعاني‭ ‬نقصّاً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬متزايداً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬مقابل‭ ‬كثرة‭ ‬أعداد‭ ‬المترددين‭ ‬الذين‭ ‬تغصّ‭ ‬بهم‭ ‬قاعة‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأسبوع‭.‬